كتاب محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه

يقول ابن بشر: "فشهر سيفه عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وانتدب واجتمعوا عليه ... الخ1 " ثم قاتل ببسالة نادرة وجرأة عظيمة، والغالب أنه اعتقل وأرسل إلى مصر وتوفى هناك2.
وقتل اثنان من أولاده عند الاستيلاء على الدرعية، وهما: سليمان بن عبد الله، وعلي بن عبد الله. وكان سليمان عالما جليلا، وكان قاضيا في الدرعية في حياة والده وكذلك تولى إمارة مكة أيضا في عصر الأمير سعود مدة. وكان قد عهد إليه تدريس البخاري في مجلس الأمير سعود بن عبد العزيز، وكان هذا منزلة علمية عظيمة. وعبد الله بن شيخ الإسلام نفسه كان يلقي الدروس من تفسير الطبري وابن كثير، وقد حضر ابن بشر هذه الدروس3. وتظهر من وصفه أهمية هذه الدروس والمجالس العلمية، فقد ذكر طريقته في التعليم والتحديث بكلمات طيبة جدا. كان آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر الأمر الذي جعل دحلان يصفه بأنه كان أشد تعصبا من والده4.
__________
1 عنوان المجد 1: 206. وتمام هذه القصة البطولية كالتالي بلسان ابن بشر:- "واجتمعوا عليه أهل البجيري، ونهضوا على الترك من كل جانب كأنهم الأسود، وقاتلوا قتالا يشيب من هوله المولود، فأظلمت البجيرة كأنها الليل. وصريخ السيوف في الرءوس كأنه صهيل الخيل، فأخرجوهم منها صاغرين وقتلوا من الترك عدة مئات, حتى قال لي بعض من حضر ذلك: لو حلفت بالطلاق أني من الموضع الفلاني إلى الموضع الفلاني لم أطأ إلا على رجل مقتول لم أحنث، فدخل الترك بعد هذا الفشل، وصار في قلوبهم منهم وجل، ثم أرسلوا إلى الباشا وطلبوا الصلح فأجابهم إليه بعد ما كان آبيا- ولان لهم بعد ما كان قاسيا. (المترجم) .
2 يذكر ابن بشر جرأة الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (ص: 229) إلا أنه ساكت عن عبد الله. وقول آخر لابن بشر يدل على أنه لم يستشهد يقول: "وكان من أولاد عبد الله المذكور ابن يسمى عبد الرحمن، ونفي إلى مصر معه في صغره، وقد بلغني أنه يقيم الآن في رواق الحنابلة في الأزهر، والطلبة يترددون إليه وفيه فوق علمي" 1: 93.
3 عنوان المجد 1: 170 , 176 , 209 , 210.
4 خلاصة الكلام ص: 229. التعبير بالتعصب عما عليه الإمام عبد الله ووالده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مجانب للصواب؛ فإنهما بريئان من التعصب، وإنما هما متبعان للكتاب والسنة داعيان إليهما، يشهد بذلك كل من وفقه الله، وإيراد المؤلف لكلام دحلان من باب بيان الأشياء بأضدادها، فحقد الأعداء على رجل من أجل دعوته وجهاده يدل على منزلته وفضله "الناشر"

الصفحة 60