كتاب نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر ت الرحيلي

ذلكَ المرويَّ مِن شيخِهِ. والسَّنَدُ تقدَّمَ تعريفُهُ.
[تعريف الحديث المعلل] :
والمُعَلَّل لُغةً: ما فِيهِ عِلَّةٌ، واصطِلاحاً: ما فيه عِلَّةٌ خَفَيّةٌ قادحةٌ.
[تعريف الحديث الشاذ] :
والشاذُّ لُغةً: المُنفَرِدُ، واصطِلاحًا: ما يُخالِفُ فيهِ الرَّاوي مَنْ هُو أرجحُ منهُ. ولهُ تفسيرٌ آخَرُ سيأتي.
تنبيه: [حول القيود في تعريف الصحيح لذاته] :
أ - قوله: وخبر الآحاد: كالجنس، وباقي قُيودِهِ كالفصل.
ب- وقولُهُ: بِنَقْلِ عَدْلٍ: احترازٌ عَمَّا يَنْقُلُهُ غيرُ عَدْلٍ.
جـ- وقوله: هُو: يُسمى فَصْلاً يتَوَسَّطُ بينَ المُبتَدَإِ والخَبَرِ، يُؤْذِن بأَنَّ ما بَعْدَهُ خبرٌ عَمَّا قبله، وليس بنعتٍ له.
د- وقوله: لذاته: يُخرِج ما يُسمى صحيحاً بأمرٍ خارجٍ عنهُ، كما تقدم.
[تفاوت مراتب الصحيح لتفاوت أوصاف الرواة]
وتتفاوت رُتَبُه، أي الصحيح، بسببِ تفاوُتِ هذه الأوصاف المقتضيةِ للتَّصحيحِ في القُوَّةِ، فإِنَّها لَمّا كانَتْ مُفيدةً لغلبةِ الظنِّ الَّذي عليهِ مدارُ الصِّحَّةِ = اقْتَضَتْ أنْ يكونَ لها درجاتٌ، بعضُها فَوْقَ بعضٍ، بحَسَبِ الأمورِ المقوِّية، وإِذا كانَ كذلك فما تكون رُوَاتُه في الدَّرجةِ العُليا مِن: العدالَةِ، والضَّبْطِ، وسائر الصفات التي توجب الترجيح = كان أصحَّ مما دونَه.
فَمِن الرتبة العُلْيا في ذلك: ما أَطلق عليهِ بعضُ الأئمة أنه أصح الأسانيد.
[مراتب أصح الأسانيد وأمثلته] :
أ - كالزُّهْرِي، عن سالمٍ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عن أَبيهِ.
وكمحمَّدٍ بنِ سيرينَ، عن عَبِيدَةَ بن عمرو، عن علي.
وكَإِبراهيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عن ابنِ مَسعودٍ.

الصفحة 206