كتاب نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر ت الرحيلي

[هذه الشروط الأربعة تفيد حصول العلم غالباً] :
وقد يُقالُ: إِنَّ الشُّروطَ الأربعةَ إِذا حَصَلَتْ اسْتَلْزمتْ حصولَ العِلْمِ1، وهُو كذلك في الغالِبِ، لكن، قد يتخلف عن البعض لمانعٍ.
وقد وَضَحَ بهذا تعريف المتواتر.
وخِلافُهُ2 قد يَرِدُ:
أ- بلا حصرٍ، أَيضاً، لكنْ، مع فَقْدِ بعضِ الشروط.
ب- أَو مَعَ حصرٍ:
2- بِما فَوْقَ الاثنيْنِ، أي بثلاثةٍ فصاعداً، ما لم تجتمع شروط التواتر.
3-أو بِهما، أي: باثْنَيْنِ فقطْ.
4-أو بواحدٍ.
والمرادُ بقولِنا: أَنْ يَرِدَ باثْنَيْنِ: أنْ لا يَرِدَ بأقلَّ منهما، فإن وَرَدَ بأكثرَ في بعضِ المَواضِعِ مِن السَّنَدِ الواحِدِ لا يضر؛ إذ الأقل في هذا يَقْضي على الأكثر.
فالأول: 3 [وهو الذي ورد بلا حصر عدد معين هو] المتواتر.
__________
1 أَيْ: القطعيّ-اليقيني- الضروريّ.
2 المقصود بخلافه: ما هو سِواه، لا عكسه.
3 وهو الذي ورد بلا حصر عدد معين.
وجاءت العبارة في الأصل: فأول. والصواب: ما أثبتُّ.
ويُلاحَظ أنّ هذه الأقسام التي بدأها المؤلف بقوله: الأول ... هي عَوْدٌ على ما ذكره في التقسيم الذي ذكره قبله، وقد رَقّمتُها بأرقامٍ متسلسلةٍ، لِيَسْهل فهمها وتذكّرها؛ فإذا قال المؤلف: الأول فتنظر إلى رقم 1 في ص37؛ لِتَعْرِف ما هو، وإذا قال: الثاني تنظر إلى رقم 2 في هذه الصفحة، وهكذا في الباقي.

الصفحة 40