[الحسن لذاته]
فإنْ خَفَّ الضبطُ، أي قَلَّ -يُقال: خَفَّ القومُ خُفوفاً: قَلُّوا- والمُرادُ معَ بقيَّةِ الشُّروطِ المُتقدِّمَةِ في حدِّ الصَّحيحِ = فهُو الحسنُ لذاتِهِ، لا لشيء خارجٍ، وهو الذي يكون حُسْنُه بسببِ الاعتضاد، نحو حديثُ المستُور إِذا تعَدَّدَتْ طُرُقُه1. وخَرَج باشتراطِ باقي الأوْصافِ الضعيفُ.
وهذا القِسمُ مِنَ الْحَسَنِ مشاركٌ للصحيح في الاحتجاج به، وإِنْ كان دُونَهُ، ومشابِهٌ لهُ في انْقِسامِه إِلى مراتبَ بعضُها فوقَ بعض.
__________
1 أَيْ: إذا تعددت طرقه على وجهٍ يَجْبر بعضها بعضاً. وهذا قَيْدٌ مهم؛ لأنه ليس كلُّ تعددٍ في الطرق يَجبر الرواية.
[الصحيح لغيره]
وبكثرة طُرُقِه يُصَحَّحُ، وإنما نحكم لهُ بالصِّحَّةِ عندَ تعدُّدِ الطُّرُقِ، لأنَّ للصُّورةِ المجموعة قوّةً تَجْبرُ القدر الذي قَصُرَ به ضبط راوِي الحَسَنِ عن راوي الصحيحِ، ومِن ثَمَّ1 تُطْلَقُ الصحةُ على الإِسنادِ الَّذي يكونُ حسناً لذاتِه - لو تفرَّدَ - إِذا تَعَدَّدَ. وهذا حيثُ ينفردُ الوصف.
__________
1 أَيْ: مِن هذه الحيثية.