كتاب محاضرات في علوم القرآن - غانم قدورى

التابعين لأنه روى عن عدد من الصحابة (¬1)، لكن أكثر شيوخه في الحديث وقراءة القرآن من التابعين.
وقد أجمع علماء الحديث على توثيقه، قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: «ثقة رجل صالح خير»، وقال أبو زرعة: ثقة، وقال يحيى بن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: محله عندي محل الصدق، صالح الحديث، وحديثه مخرج في الكتب الستة (¬2).
وكان عاصم ممن اشتهروا بالعلم والفضل، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي، جمع بين الفصاحة والإتقان والتحرير والتجويد وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن (¬3)، قال تلميذه أبو بكر بن عياش: كان عاصم نحويا فصيحا (¬4)، وقال أبو إسحاق السّبيعي: ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود (¬5)، وقال ابن مجاهد: وكان عاصم متقدما في زمانه، مشهورا بالفصاحة، معروفا بالإتقان (¬6).
وكانت وفاته في آخر سنة سبع وعشرين ومائة، وقيل سنة ثمان وعشرين، فلعله مات في أولها، بالكوفة (¬7)، رحمه الله تعالى.

ثانيا- أصول قراءة عاصم:
أما شيوخ عاصم في القراءة فيروى أنه قرأ على أنس بن مالك، لكن أشهر
¬__________
(¬1) ابن الجزري: غاية النهاية 1/ 347.
(¬2) ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل 6/ 341، وابن الجزري: غاية النهاية 1/ 348.
(¬3) ابن الجزري: غاية النهاية 1/ 347.
(¬4) الذهبي: معرفة القراء 1/ 75.
(¬5) ابن مجاهد: كتاب السبعة ص 70.
(¬6) المصدر نفسه.
(¬7) ابن الجزري: غاية النهاية 1/ 348.

الصفحة 151