كتاب معجم المعاجم (اسم الجزء: 1)

الوجوه والنظائر
يراد بالوجوه والنظائر ما فسره خليفة بحرف الواو من كشف الظنون فقال:
«علم الوجوه والنظائر - وهو من فروع التفسير، ومعناه أن تكون الكلمة الواحدة ذكرت في مواضع من القرآن على لفظ واحد وحركة واحدة وأريد بها في كل مكان معنى آخر، فلفظ كل كلمة ذكرت في موضع نظير لفظ الكلمة المذكورة في الموضع الآخر هو النظائر، وتفسير كل كلمة بمعنى غير معنى الآخر هو الوجوه، فإذن النظائر اسم الألفاظ، والوجوه اسم المعاني».
ومثل لهذا وذلك أحمد بن مصطفى في مفتاح السعادة (ج 2، ص 415 - 417) فقال:
«مثال الوجوه:
الهدى - يأتي على سبعة عشر وجها:
بمعنى الثبات اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ.
والبيان: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ*.
والدين: إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ.
والإيمان: وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً.
والدعاء: وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ.
وبمعنى الرسل والكتب: فَإِمَّا يَاتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً*.
والمعرفة: وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ.
وبمعنى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى.
وبمعنى القرآن: وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى.
والتوراة: وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى.
والاسترجاع: وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.
والحجة: لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ بعد قوله:
أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ أي لا يهديهم حجة.
والتوحيد: إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ.
والسنة: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ وَ إِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ.
والإصلاح: أَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ.
والإلهام: أَعْطى كُلَّ شَيْ ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى أي ألهمهم المعاش.
والتوبة: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ.
والإرشاد: أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ.
ومثال النظائر:
كل ما فيه من البروج فهو الكواكب إلا: وَ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ فهي القصور الطوال الحصينة.
وكل صلاة فيه عبادة ورحمة إلا: وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ فهي الأماكن.
وكل قنوت فيه طاعة إلا: كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ* فمعناه مقرون.
وكل كنز فيه مال إلا في (الكهف) فهو صحيفة علم.
وكل مصباح فيه كوكب الا الذي في (النور) فالسراج.

الصفحة 18