كتاب معجم المعاجم (اسم الجزء: 1)

معاجم الاشتراك
يراد بالاشتراك انصراف اللفظ الواحد إلى أكثر من معنى واحد، كالعين تطلق على الجارحة، وعلى نبع الماء، وعلى المعدنين، وكالخال يدل على أخي الأم، وعلى الكبرياء، وعلى الشامة، والهلال هذا الذي في السماء، والهلال حديدة يعرقب بها حمار الوحش، والهلال نصف الرحى، والهلال ما يطيف بالظفر، والهلال الحية إذا سلخت، والهلال الجمل الذي يكثر الضراب فيهزل.
ومن مشترك الألفاظ القنوت يأتي بمعنى الصلاة، وبمعنى الدعاء، وبمعنى القيام، وبمعنى السكوت، وفي الحديث: كنّا نتكلم في الصلاة حتّى نزلت: وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ فنهينا عن الكلام وأمرنا بالسكوت.
ومنه الأمّة تكون الصنف من الناس كما قوله تعالى: وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ.
وتكون بمعنى الحين والمدّة على ما جاء في قوله تعالى:
وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ.
والأمة: الرجل الرباني الذي يقتدى به، وعليه قوله عزّ وجلّ: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً.
والأمّة: الدّين، والمذهب، والطريقة، وعلى هذا المعنى قوله تبارك وتعالى: ... إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ ... *.
وممّا تعددت معانيه من الكلم الروح، فالروح:
الوحي، والروح: جبرئيل، والروح: عيسى، والروح:
الرحمة، والروح: هذا الذي يقبض عند الموت.
ومن ذلك الدين يأتي بمعنى الملة، وبمعنى الجزاء، وبمعنى الملك والسلطان، ويأتي بمعنى الدأب والعادة.
وهذا المشترك من الألفاظ عنى به طائفة من اللّغويين فدونوه في معاجم نفهرسها فيما يأتي:
[1183] ما اتفق لفظه واختلف معناه لأبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي المتوفى سنة 216 ه.
نسبه إليه ابن النديم في الفهرست، وابن خير في فهرسة ما رواه عن شيوخه بإسناد يتصل بمؤلفه فقال:
«كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه للأصمعي، حدّثني به القاضي أبو بكر بن العربي - رحمه اللّه - قال: أنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أنا القاضي أبو عبد اللّه النصيبي قال: أنا أبو القاسم إسماعيل بن سويد قال: أنا أبو بكر بن دريد عن عبد الرحمان بن أخي الأصمعي عن الأصمعي».
ونسبه إليه ابن خلكان في الوفيات، وابن شاكر في عيون التواريخ، والصفدي في الوافي بالوفيات، والسيوطي في بغية الوعاة، والداودي في طبقات المفسّرين، والبغدادي في هديّة العارفين.
[1184] ما اتفق لفظه واختلف معناه لأبي إسحاق إبراهيم بن يحيى بن المبارك اليزيدي المتوفى سنة 225 ه.
نسبه إليه ابن النديم في الفهرست، والكمال أبو

الصفحة 290