كتاب معجم المعاجم (اسم الجزء: 1)

معاجم المداخل والمشجر والمسلسل
من ظريف التصنيف المعجمي تلك المعاجم التي سميت بالمداخل مرة، وبالمشجر مرة، وبالمسلسل مرة، وكان التدبير في تصنيفها أن يبدأ الواحد من أبوابها بكلمة أولى تكون مفتاحا، ثم يفسر معناها بكلمة ثانية، ثم يفسر معنى الثانية بثالثة، ثم يفسر معنى الثالثة برابعة، وهلم جرا إلى أن يغلق الباب بكلمة آخرة تكون خاتمة له، ثم يستأنف الأمر في الباب الذي يليه على ذلك النمط إلى آخر الأبواب في الكتاب.
والنموذج الموضح لذلك أن تبتدئ العمل فيه فتقول:
الأمل: الرجاء، والرجاء: الخوف، والخوف:
الفزع، والفزع: الإغاثة، والإغاثة، النصرة، والنصرة: الإعانة، والإعانة: الرفد، والرفد:
الإعطاء، والاعطاء: الانقياد، والإنقياد: الطاعة، والطاعة: الامتثال.
وتقول من نموذج آخر:
الأوب: الرجع، والرجع، المطر، والمطر:
الغيث، والغيث: الكلأ، والكلأ: العشب، والعشب، العقّار، والعقار: الدواء، والدواء: ما يكون به الشفاء، والشفاء: البرء من العلة، والعلة: السبب، والسبب: الحبل، والحبل: الرباط.
وتقول في مثال ثالث:
الأرب: الغرض، والغرض: الحاجة، والحاجة:
الفاقة، والفاقة: الفقر، والفقر: الكسر، والكسر:
الجزء، والجزء: البعض، والبعض: لسع البعوض.
ويسير الأمر على تلك الشاكلة، وتسلسل الكلم فيه سيرا مع المعاني التي تتأتى فيها عن طريق الاشتراك أو الترادف أو التضاد إلى أن ينبهر المؤلف وتنقطع أنفاسه في سلسلة، فيستأنف العمل في سلسلة أخرى إلى أن ينتهي إلى آخر الكتاب.
والمعروف من هذا الصنف المعجمي هو ما تسرده الفهرسة التالية:
[1379] المداخل في اللغة
لأبي عمر محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم الباوردي الزاهد المعروف بالمطرز والملقب بغلام ثعلب المتوفى سنة 345 ه.
نسبه إليه ابن النديم في الفهرست، وابن خير في الفهرسة، وياقوت في الإرشاد، والقفطي في الإنباه، وابن خلكان في الوفيات، والسيوطي في بغية الوعاة، وخليفة في كشف الظنون، وإسماعيل البغدادي في هدية العارفين، وبروكلمان في تأريخ الأدب العربي.
رتبه في نيف وثلاثين بابا سمى كل باب منها بالكلمة التي ابتدأ بها السير في المداخلات، فكان منها باب الطيل، وباب الكربز، وباب الفرسكة، وباب العريج، وباب القطاج، وباب الحجال، وغيرها من الأبواب.
قال فيه بعد البسملة من باب الطليل:
«الطليل: الحصير، والحصير: الحبس، والحبس:
الجبل الأسود، والأسود: سواد العين، والعين: مطر أيام لا يقلع، والمطر: كثرة السواك ... ».
وجاء فيه من باب القطاج:
«أخبرنا ثعلب عن عمرو عن أبيه قال:
القطاج: قلس السفينة، والقلس: ما يخرج من

الصفحة 341