كتاب معجم المعاجم (اسم الجزء: 1)

بالشجرات، وعدد ما في الشجرات من الكلم، وإحصاء ما فيه من شواهد الشعر فقال:
«هذا كتاب مداخلة الكلام بالمعاني المختلفة، سميناه شجر الدر لأنا ترجمنا كل باب فيه بشجرة، وجعلنا لها فروعا، فكل شجرة مائة كلمة، أصلها كلمة واحدة، تتضمن من الشواهد عشرة أبيات من الشعر، وكل فرع عشر كلمات، فيها من الشواهد بيتان إلا شجرة ختمنا بها الكتاب لا فرع لها ولا شاهد فيها، عدد كلماتها خمسمائة كلمة أصلها كلمة واحدة، وفي آخرها بيت واحد من الشعر.
وإنما سمينا الباب من أبواب هذا الكتاب شجرة لاشتجار بعض كلماته ببعض أي تداخله، وكل شيء تداخل بعضه في بعض فقد تشاجر، ومنه سميت الشجرة شجرة لتداخل بعض فروعها في بعض، ومنه سمى مشجب الثياب مشجرا، وكذلك الشجار عصى تجمع فتجعل كالمحفة تكون مركبا للنساء، ويقال: تشاجر القوم بالرماح واشتجروا بها إذا تطاعنوا بها لما في ذلك من المداخلة، وشجر بين القوم كلام واشتجر من ذلك وقد اشتجروا وتشاجروا، وفي القرآن: فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ فهذا الوجه الذي ذهبنا إليه، وهو واضح، وباللّه التوفيق».
قال فيه من شجرة الصحن وهي أولى شجراته الست:
«الصحن: قدح النبيذ، والنبيذ: الشيء المنبوذ، والمنبوذ: اللقيط، واللقيط: النوى، والنوى:
الشحط، والشحط: الذبح، والذبح: الشق .... ».
وقال من شجرة الهلال وهي ثانية الشجرات:
«الهلال: هلال السماء، والسماء: منسج الفرس، والمنسج: نير الحائك، والنير: علم الثوب، والعلم:
الجبل الشامخ، والشامخ: التائه على الناس، والتائه:
الضائع ... ».
وقال من الشجرة الثالثة وهي شجرة الثور:
«الثور: ذكر البقر، والبقر: الفزع، والفزع:
الإغاثة، والإغاثة: وجود المرعى، والوجود: جمع وجد، والوجد: السخيمة في القلب، والسخيمة:
السوداء، والسوداء: مره في بدن الإنسان، والمرة:
القوة، والقوة: الطاقة من الحبل، والجمع قوى، قال الاغلب:
كأن عرق بطنه إذا ودى ... حبل عجوز ضفرت سبع قوى

والطاقة: المقدرة، والمقدرة: اليسار، واليسار:
خلاف اليمين، واليمين: الحلف ... ».
وفيه من شجرة العين وهي الرابعة:
«العين: عين الوجه، والوجه: القصد، والقصد:
الكسر، والكسر: جانب الخباء، والخباء: مصدر خابأت الرجل إذا خبأت خبئا وخبأ لك مثله، والخب ء:
السحاب من قوله تعالى يُخْرِجُ الْخَبْ ءَ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ والسحاب: اسم عمامة كانت للنبي صلّى اللّه عليه وسلم ... ».
وهذه نتفة من شجرة الرؤبة، وهي الخامسة:
«الرؤبة الحاجة، يقال: فلان ما يقوم برؤبة أهله أي بحاجتهم، والحاجة: القوم المخفقون أي الفقراء، والمخفق: الصائد الذي يرمي فلا يصيب، والمصيب القاصد من قوله تعالى: رُخاءً حَيْثُ أَصابَ والقاصد: الكاسر، والكاسر: العقاب، والعقاب:
راية الجيش ... ».
وابتدأ شجرة النعل، وهي السادسة والأخيرة قائلا:
«والنعل: الصلب من الأرض، والصلب جمع صليب على تخفيف الضمة، والصليب الودك السائل، والسائل: القانع، والقانع: الراضي باليسير، واليسير:
ضد العسير، والعسير: البعير الصعب، والصعب:
الجبل الشامخ، والشامخ: التائه، والتائه: الذي ليس بمهتد، والمهتدي: المؤمن، والمؤمن من اسماء الخالق عزّ وجلّ ... ».
ثم تمادى يشجر كلماتها الخمسمائة إلى أن قال مختتما:
«والعين: عين الميزان، والميزان: برج من بروج السماء، والسماء: السقف، والسقف: النطع الأعلى من الفم، والنطع: هذا المصلح من جلود، والجلود:

الصفحة 343