كتاب معجم المعاجم (اسم الجزء: 1)

* على الغريب الحديثي
[156] الزوائد في غريب الحديث
لأبي محمد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 276 ه.
استدرك به ما فات أبا عبيد القاسم بن سلام الهروي في كتابه غريب الحديث.
ذكره ابن قتيبة في مقدمة كتابه في غريب الحديث فقال بشأنه ما نصّه:
«وقد كنت زمانا أرى أن كتاب أبي عبيد قد جمع تفسير غريب الحديث، وأن الناظر فيه مستغن به، ثم تعقبت ذلك بالنظر والتفتيش والمذاكرة فوجدت ما تركه نحوا مما ذكر أو أكثر منه، فتتبعت ما أغفل وفسرته على نحو مما فسر بالإسناد لما عرفت إسناده والقطع لما لم أعرفه، وأتبعت ذلك بذكر الاشتقاق والمصادر والشواهد من الشعر، ولم أعرض لشيء مما ذكره أبو عبيد، ولن يخفى ذلك على من جمع بين الكتابين، وكنت حين ابتدأت في عمل الكتاب أطلعت عليه قوما من حملة العلم والطالبين له، وأعجلتهم الرغبة فيه، والحرص على تدوينه، عن انتظار فراغي منه، وسألوا أن أخرج لهم من العمل ما يرتفع في كل أسبوع، ففعلت ذلك حتى تم لهم الكتاب وسمعوه، وحمله قوم منهم إلى الأمصار، ثم عرضت بعد ذلك أحاديث كثيرة فعملت بها كتابا ثانيا يدعى كتاب الزوائد في غريب الحديث ... ».
[157] إصلاح الغلط في غريب الحديث لأبي عبيد
لابن قتيبة السابق الذكر قبله.
نسبه لنفسه في مقدمة كتابه في غريب الحديث، وعزاه إليه ابن النديم في الفهرست، وابن خير في الفهرسة، والخلكاني في الوفيات، وخليفة في كشف الظنون وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي.
صدره بمقدمة جليلة المعاني بليغة التعابير يقول فيها:
«لعل ناظرا في كتابنا هذا ينفر من عنوانه، ويستوحش من ترجمته، ويربأ بأبي عبيد - رحمه اللّه - عن الهفوة، ويأبى له الزلة، ويتحشم قصب العلماء وهتك أستارهم، ولا يعلم ما تقلدناه من إكمال ما ابتدأ من تفسير غريب الحديث، وتشييد ما أسس، وأن ذلك هو الذي ألزمنا إصلاح الفساد وسد الخلل، على أنا لم نقل في ذلك الغلط إنه اشتمال على ضلالة، أو زيغ عن سنة، وإنما هو في رأي قضي به على معنى مستتر، أو حرف غريب مشكل».
«وقد يتعثر في الرأي جلة أهل النظر، والعلماء المبرزون، والخائفون للّه الخاشعون ... ».
«ولا نعلم أن اللّه عزّ وجلّ أعطى أحدا من البشر موثقا من الغلط وأمانا من الخطأ فنستنكف له منها، بل وصل عباده بالعجز، وقرنهم بالحاجة، ووصفهم بالضعف والعجلة فقال: (و خلق الإنسان ضعيفا) و (خلق الإنسان من عجل) و (فوق كل ذي علم عليم)».
«ولا نعلمه خص بالعلم قوما دون قوم، ولا وقفه على زمن دون زمن، بل جعله مشتركا مقسوما بين عباده، يفتح للآخر منه ما أغلقه على الأول، وينبه المقل منه على ما أغفل منه المكثر، ويحييه بمتأخر يتعقب قول متقدم، وتال يعتبر على ماض».
«وأوجب على كل من علم شيئا من الحق أن يظهره وينشره، وجعل ذلك زكاة العلم كما جعل الصدقة زكاة المال، وقد قيل: اتقوا زلة العالم، وزلة العالم لا تعرف حتى تكشف، وإن لم تعرف هلك بها المقلدون لأنهم يتلقونها من العالم بالقبول».
«وقد يظن من لا يعلم من الناس ولا يضع الأمور مواضعها أن هذا اغتياب للعلماء، وطعن على السلف، وذكر للموتى، وكان يقال: اعف عن ذي قبر، وليس ذلك كما ظنوا، لأن الغيبة سب الناس بلئيم الأخلاق، وذكرهم بالفواحش والشائنات، وهذا هو الأمر العظيم المشبه بأكل اللحوم الميتة، فأما هفوة في حرف، أو زلة في معنى، أو إغفال أو وهم أو نسيان فمعاذ اللّه أن يكون هذا من ذلك الباب أو يكون له مشاكلا أو مقاربا، أو يكون المنبه عليه آثما، بل يكون مأجورا عند اللّه مشكورا عند عباده الصالحين ... ».

الصفحة 38