كتاب معجم المعاجم (اسم الجزء: 1)

معاجم النوادر
هذا الصنف من المعاجم يحشوه مؤلفوه بالمواد اللغوية من هناك وهنالك، وعلى ما يحضرهم في الوقت والحين، وهم يودعونه في الغالب ما يندرج تحت اسم اللهجات من شاذ اللغات، وغريب الكلم، ونادر الألفاظ، مما لا يعرفه الكثير من الناس، من غير أن يسيروا في تدوينه على منهاج مرسوم، وإنما يؤشبون ذلك توشيبا انتقده ابن سيده في مقدمة مخصصة فقال:
« ... إذا أعوزتهم الترجمة لاذوا بأن يقولوا: باب نوادر، وربما أدخلوا الشيء تحت ترجمة لا تشاكله ... ».
وقد كانت كتب النوادر من أقدم ما ظهر من أنماط التأليف اللغوي، وهي قد بقيت طوال حياتها كما بدأت أو شابا وتفاريق من المواد اللغوية، وهي لم تكد تتطور في شيء إلا من حيث الإكثار أو الإقلال، وهي قد ظلت على كينتها إلى أن قضت نحبها في منتصف القرن الهجري السابع.
وقد سبق الدكتور حسين نصار إلى إحصاء كتب النوادر، ولكنه أحصاها أغفالا من غير توثيق، فأضفت إلى إحصائه توثيقها بذكر المصادر التي نسبتها لمؤلفيها، ثم استدركت عليه منها ما فاته، وهو النزر القليل، وهذه حصيلة ذلك:
[220] النوادر لأبي عمرو زبان بن عمار بن العريان بن العلاء المازني البصري المتوفى سنة 145 ه.
ذكره ابن النديم في الفهرست، وهو يسمي الكتب المؤلفة في النوادر (ص 136) فقال:
«كتاب النوادر، عن أبي عمرو بن العلاء».
ويظهر من عبارة ابن النديم هذه أن أبا عمرو بن العلاء لم يدون هذه النوادر بنفسه، وإنما دونها من بعده أحد الآخذين عنه.
[221] النوادر لأبي عبد الرحمان الخليل بن أحمد بن عمر بن تميم الفراهيدي المتوفى سنة 175 ه.
نسبه إليه بروكلمان في كتابه: «تاريخ الأدب العربي» (ج 2، ص 134) من الترجمة العربية، وأحال في ذلك على (ج 9، ص 24) من لسان العرب لابن منظور، ورجعنا إلى هذه الإحالة فلم نقف فيها على نوادر للخليل، وإنما المذكور هناك نوادر أبي عمرو لا نوادر الخليل.
ولم يحص الدكتور حسين نوادر الخليل هذه بين ما أحصاه من كتب النوادر في كتاب «المعجم العربي».
[222] النوادر للقاسم بن معن بن عبد الرحمان المسعودي الهذلي المتوفى سنة 175 ه.
نسبه إليه ياقوت في الإرشاد، والسيوطي في بغية الوعاة، وخليفة في كشف الظنون.

الصفحة 53