كتاب المدينة في العصر المملوكي

19…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولاً: الأحوال السياسية الداخلية
أ- تمهيد:
كانت العلاقة بين العلويين والعباسيين طيبة ووثيقة منذ انتقال الرسول صلى الله عليه للرفيق الأعلى، حيث لم يزاحم العباسيون أبناء عمومتهم في شعورهم بأحقيتهم في الخلافة، فق دعم العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم ترشيح علي بن أبي طالب للخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال له: " اخرج حتى أبايعك على أعين الناس فلا يختلف عليك اثنان " (1) واستمرت هذه العلاقة الطيبة طوال فترة الدولة الأموية، يؤكد ذلك ما قيل عن اجتماع الأبواء (2) أواخر الدولة الأموية (3) وترشيح محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي…
__________
(1) ابن سعد، محمد بن سعد منيع البصري الزهري، الطبقات الكبرى، جـ2 (د. ط، دار صادر، بيروت1405هـ/1985م)،ص 246، ابن قتيبة، أبو محمد عبدالله الدينوري، الإمامة والسياسة، تحقيق طه محمد الزيني، جـ1 (د. ط، مؤسسة الحلبي، القاهرة 1388هـ/1967م) ص12، البلاذري، أنساب الأشراف، تحقيق محمد حميد الله، جـ1 (د. ط، دار المعارف، القاهرة 1959م) ص 583.
(2) الأبواء: قرية من أعمال الفرع من المدينة، ياقوت، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت الحموي البغدادي، معجم البلدان، جـ1 (د. ط، دار صادر، بيروت 1399هـ/1979م) ص 79، وعن الاجتماع انظر البلاذري، أنساب الأشراف، تحقيق محمد باقر المحمودي، جـ3 (د. ط، دار التعاون، بيروت 1397هـ/1977م) ص 78 - 79، الأصفهاني، أبو الفرج علي بن الحسين، مقاتل الطاليين، تحقيق السيد أحمد صفر (د. ط، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة 1368هـ/1949م) ص 206 - 208،ابن طباطبا، محمد بن علي، الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية (د. ط، دار صادر، بيروت 1386هـ/1966م) ص 164.
(3) عقد الاجتماع بعد مقتل الخليفة الأموي الوليد بن يزيد بن عبد الملك سية 125هـ/743م البلاذري، أنساب الأشراف، 3/ 8 7،حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، جـ1 (ط7، دار إحياء التراث العربي، القاهرة 1964م) ص 334.

الصفحة 19