كتاب المدينة في العصر المملوكي

20…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن أبي طالب الملقب بالنفس الزكية (1). إماماً للهواشم وخليفة للمسلمين بعد القضاء على الدولة الأموية. إلا أن هذه العلاقة بدأت تضعف وتزداد توتراً بين الأسرتين عندما ادعى العباسيون تنازل أبي هاشم عبدالله بن محمد بن علي ابن أبي طالب (2) عن حقه في المطالبة بالخلافة لأبناء عمومته أي العباسيين (3) في منطقة الحميمة (4)، بعدها أصبح أبناء البيت العباسي قادة للدعوة التي أطاحت بالدولة الأموية وأقامت على أنقاضها الدولة العباسية، عندئذ شعر العلويون بأن حقهم في الخلافة قد اغتصب منهم على يد أبناء عمومتهم، مما دفعهم إلى القيام بثورات ضد الدولة العباسية في مختلف ولايات الدولة ومنها الحجاز (5)، أدت في نهاية الأمر إلى قيام حكم أسرة علوية في المدينة عرفت
__________
(1) محمد النفس الزكية، قام بثورته في المدينة في خلافة أبي جعفر المنصور وقتل بها سنة 145هـ/712م، ابن سعد، الطبقات الكبرى، (القسم المتمم) تحقيق زياد محمد منصور (ط2،مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة 1408هـ/1987م) ص 372 - 378، الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 232 - 234.
(2) عبد الله بن محمد مبن علي بن أبي طالب ويكني أبا هاشم، كان صاحب علم ورواية ثقة قليل الحديث، وكانت الشيعة تهتم به، ابن سعد، الطبقات، 5/ 327 - 328.
(3) كان زعيم العباسيين في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك، يدعى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وقد أوصى له أبو هاشم بالإمامة بقوله: " أنت صاحب هذا الأمر وهو في ولدك وأصرف الشيعة إليه " ابن سعد، نفسه، 5/ 328، ابن قتيبة، الإمامة والسياسية، 2/ 109، مجهول، أخبار الدولة العباسية، تحقيق عبد العزيز الدوري - عبد الجبار المطلبي (د. ط، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت 1391هـ/1971م) ص 177 - 183.
(4) الحميمة، بلد من أرض الشراة من أعمال عمّان في أطراف الشام كانت منزل بني العباس، ياقوت معجم البلدان 2/ 307.
(5) أبرز الثورات، ثورة محمد النفس الزكية سنة 145هـ/ 762م، ابن سعد، الطبقات الكبرى (القسم المتمم) ص 372 - 378، الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، جـ7 (ط4، دار المعارف، القاهرة 1979م) ص 552 وما بعدها، المبرد، أبو العباس محمد بن يزيد، الكامل، جـ3 (د. ط، دار الفكر، القاهرة د. ت) ص 301 - 306، =

الصفحة 20