كتاب المدينة في العصر المملوكي

30…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استغل أحد أفراد أسرة أشراف المدينة وهو شيحة بن هاشم بن قاسم (1) الفراغ السياسي الذي أعقب اغتيال القاسم؛ فاستولى على المدية ونصب نفسه أميرا عليها فانتقلت الإمارة من فرع جماز بن القاسم لفرع هاشم بن قاسم، ودام حكمه ثلاثاً وعشرين سنة وكان ينوب عنه في غيابه ابنه عيسى، وتسجل بعض المصادر تحدياً واحداً لسلطته، ففي صفر سنة 639هـ/1241م جمع الشريف عمير بن قاسم بن جماز - وهو من فرع الجمامزة - قوة من أتباعه وخلع شيحة بن هاشم الذي اضطر للفرار إلى بعض التلال أو الجبال المجاورة للمدينة، غير أن عميراً لم يتمكن من الاحتفاظ بسلطته على المدينة بسبب معارضة الهواشم وهم أحفاد هاشم بن قاسم بن مهنا له، فتمكن الشريف شيحة بن هاشم من استعادة سطلته على الإمارة (2) وقد اغتيل شيحة أيضاً على يد قبيلة بني لام حينما كان متوجهاً للعراق سنة 647هـ/1249م (3).
__________
(1) تولى الإمارة بين (624 - 647هـ/1226 - 1249م) الفاسي، العقد5/ 22 - 42، السخاوي، التحفة، 2/ 225 - 227.
(2) الفاسي، العقد 5/ 23 - 24، السخاوي، التحقة 226/ 2، Mortel Richard . T. The origins p.72.,
(3) ابن شاكر الكتبي، محمد بن شاكر، عيون التواريخ تحقيق فيصل السامر، نبيلة عبد المنعم داود جـ 20 (د. ط، دار الرشيد للنشر، بغداد 1980م) ص27 - 28، ابن فرحون، نصيحة، ورقة 104 ل أ، على حافظ، فصول من تاريخ المدنية (ط 2 شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر، جدة 1405هـ)

الصفحة 30