كتاب المدينة في العصر المملوكي

32…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيث تنازل عنها لابنه منصور الذي كان كما يقال أبرّ أولاده به (1) وذلك بعد أن كبر، ثم ما لبث أن توفي سنة 704هـ/1304م (2).
تولى منصور بن جماز الإمارة في ظل صراع على السلطة بينه وبين إخوته الذين حسدوه علىتفضيل أبية له، وتفاقم النزاع بدخول أهل المدينة طرفاً فيه مما أدى للقبض على منصور وابنه كبيش من قبل السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون (3). وأحضر إلى مصر، ثم أعيدا للمدينة بعد أن اشترط على منصور عدم التعرض للمجاورين وأولاد مقبل بن جماز (5)، ثم استقرت له الأمور
__________
(1) ابن فرحون، نفسه، ورقة 104 ل ب، وقد ذكر انه تنازل عن الإمارة سنة 702هـ/1302م، الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد، ذيول العبر في خبر من غبر، تحقيق أبو هاجر محمد السعيد، جـ 4 (ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت 1405هـ/1985م) ص10،الفاسي العقد، 437/ 3، ابن حجر، الدرر،75/ 2 ومن المرجح أنه بعد تلك الحادثة انتقل الجمامزة إلى الشام وصعيد مصر ولم يبق منهم بالمدينة أحد، ابن شدقم، نخبة الزهرة الثمينة، ورقة 4 ل ب، 5 ل أ. .
(2) الذهبي، نفسه، 10/ 4، ابن حجر، نفسه، 75/ 2، ابن تغري بردي، جمال الدين أبو المحاسن يوسف، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهر جـ 8 (د. ط، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة، القاهرة 1383هـ/1963م) ص 214.
(3) الناصر محمد بن المنصور قلاوون تولى السلطنة عدة فترات بين (693 - 741هـ/1293 - 1340م) المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي، السلوك لمعرفة دول الملوك، تحقيق محمد مصطفى زيادة، جـ1 (ط 2، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1376هـ/1956م) ص523،72/ 2،872،793،792، ستانلي لين بول، الدول الإسلامية، ص 172.
(4) ابن فرحون، نصيحة، ورقة 105 ل ب، الفيروزآبادي، المغانم (خ)، ورقة 236، ل ب.
(5) ودي بن جماز بن شيحة، أمير المدينة يلقب ببدر الدين، وصف بأنه: "مقيم السنة ومعليها ورافض الرافضة ومقصيها" الفيروزآبادي، نفسه ورقة 268 ل أ، ابن حجر، الدرر، 5/ 180 - 181.

الصفحة 32