35…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أشراف المدينة غير أنهم لم يتمكنوا من إزاحته من منصبه فانسحبوا، وظل طفيل أميراً للمدينة حتى سنة 750هـ/1349م حين صدرت عنه كما يقول ابن فرحون (1): "أشياء عن تدبير بعض الوزراء لا تليق بمثله فكتب فيه القاضي شرف الدين الأميوطي".
يبدو من النص السابق استشراء الفساد في نظام حكم طفيل نتيجة لسوء تدبير بعض وزرائه، كما يتضح أن قاضي المدينة المعيّن أصلاً من قبل السلطان المملوكي كانت له كلمة مسموعة لدرجة أنه كان يكتب له عن سياسة أمراء المدينة وطريقة حكمهم.
مهما يكن من أمر فقد عزل طفيل بأمر من السلطنة المملوكية وعين مكانه الشريف سعد بن ثابت بن جماز (2)، غير أن طفيلاً رفض قرار عزله مما أدى إلى تجدد الصراع بين الطرفين، فاستعان سعد بأمراء الركب الشامي غير أنهم لم ينجدوه، غير أن قرار تعيينه قد وزع على أمراء الحج مما قوى من مركزه،
__________
(1) نصيحة، ورقة 108 ل ب، والقاضي الأميوطي هو شرف الدين أبو الفتح محمد بن القاضي عز الدين أبي عبد لله محمد بن أحمد المصري المعروف بابن الأميوطي الشافعي، قاضي المدينة، تولى القضاء والإمامة والخطابة بالمدينة، مولده بالقاهرة سنة 674هـ/1275م ووفاته بالمدينة سنة 745هـ/1344م، ابن فرحون، نفسه، ورقة 90 - 92، ابن رافع السلامي، تقي الدين أبو المعالي محمد بن رافع بن هجرس، الوفيات، تحقيق صالح مهدي عبّاس (ط 1، مؤسسة الرسالة، بيروت 1402هـ/1982م) 482/ 1، ابن حجر، الدرر، 176/ 4. والأميوطي نسبة إلى أميوط بلدة في كورة الغربية من أعمال مصر ياقوت، معجم البلدان، 256/ 1.
(2) ابن فرحون، نفسه، ورقة 108 ل ب، الفيروزآبادي، نفسه، ورقة 242 ل ب، السخاوي، التحفة، 2/ 125 - 259، أما سعد بن ثابت بن جماز بن شيحة فقد ولي إمارة المدينة سنة 750هـ/1349م وكان مشكور السيرة، الفيروزآبادي، نفسه، ورقة 242 ل ب، ابن حجر، الدرر 228/ 2، السخاوي، نفسه، 2/ 125 - 126.