36…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأضعف موقف طفيل وأنصاره من آل منصور بن جمّاز الذين انتقموا بنهب المدينة (1). في ظل هذه الفوضى والفراغ السياسي حدث أمر غريب هو قيام إحدى النساء وتدعى هميان بنت مبارك بن فضل (2) بتسلم مفاتيح الدور، وحكمت المدنية يوم السبت وحتى ظهر الأحد حيث وصل محمد بن مقبل بن جماز أحد أنصار سعد بن ثابت وابن عمه وتسلم الأمور في المدينة، ثم دخل سعد يوم الثلاثاء 22 ذي الحجة سنة 750هـ/1349م (3). رغم الفترة القصيرة التي حكم فيها سعد بن ثابت إلا أنه قام بأعمال جليلة من أبرزها: عمل خندق حول سور المدينة للدفاع عنها غير أنه لم يكمله لوفاته سنة 752هـ/1351م، كما أدخل تغييراً على النظام القضائي منع بموجبه آل سنان قضاة المدينة الإمامية من التعرض للأحكام الشرعية وعقود أنكحة الرعية وغيرها: "ورد الأمر جمعية لأهل السنة تقرباً لقلوب السلطنة (4) بإظهار السنة وإخماد البدع" (5)، ويتضح من النص السابق أن القضاة بالمدينة أصبح في فترة حكم
__________
(1) ابن فرحون، نفسه، ورقة 109ل أ، الفيروزآبادي، نفسه، ورقة 246ل ب، السخاوي، نفسه، 259/ 2.
(2) ابن رحون، نصيحة، ورقة 109ل أ، وذكر الفيروزآبادي أن اسمها هميان بنت مبارك ابن مقبل، وقال: إنها جلست في شباك الإمارة وحكمت في المدينة يومي السبت والأحد، المغانم، ورقة 246ل ب، وقد تكون المذكورة حفيدة فضل بن قاسم بن قاسم بن جماز، الفيروزآبادي، نفسه، رقة 256 ل أ، أو حفيدة مقبل بن جماز، الفيروزآبادي نفسه، ورقة 236 ل ب، وهي الحالة الوحيدة التي تتولى فيها امرآة حكم المدينة.
(3) ابن فرحون، نفسه، ورقة 109 ل أ، الفيروزآبادي، نفسه، ورقة 246 ل أ، ابن حجر، الدرر، 228/ 2، السخاوي، التحفة، 259/ 2.
(4) المقصود بذلك سلطنة المماليك.
(5) الفيروزآبادي، نفسه، ورقة 242 ل ب، ابن حجر، نفسه، 228/ 2، السخاوي، نفسه، 126/ 2.