كتاب المدينة في العصر المملوكي

37…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سعد بن ثابت مقصوراً على أهل السنة (1)، فيما كان لفقهاء الإمامية قبل ذلك اليد الطولى في القضاء، كما يتضح أن السلطان المملوكي لم يكن راضياً عن تولي الشيعة الإمامية منصب القاضي الأول في المدينة. لقد أحدث سعد هذا التغيير رغم ما عرف عن كثير من أمرائها من ميل للمذهب الإمامي الاثني عشري (2). لقد أكد ابن فرحون (3) أهمية هذا التحول في نظام القضاء في سياق حديثه عن شخصية الأمير سعد بقوله: "كان في دولته من أحسن الأمراء سيرة، شجاعاً وافر الحشمة ناصراً للسنة قامعاً للبدعة متخلقاً بذلك مستجلباً رضى السلطنة".
لم تدم إمارة سعد سوى سنة وأربعة أشهر ثم توفي من جرح أصابه في معركة في 18 ربيع الآخر سنة 752هـ / 1351م (4)، وانتخب آل جماز بعد وفاته فضل بن قاسم بن قاسم بن جماز (5)، وصدر له مرسوم بذلك من القاهرة وظل في منصبه حتى وفاته سنة 754هـ / 1353م (6). لقد شهدت الفترة القصيرة التي تولى فيها فضل بن قاسم منصب الإمارة في المدينة إكمال
__________
(1) ذكر الفيروزآبادي والسخاوي أنه: "نادى في المدينة وأسواقها جهاراً ونهاراً أنه لا يحكم في المدينة إلا القاضي الشافعي"، الفيروزآبادي نفسه، ورقة 242 ل ب، السخاوي نفسه، 126/ 2.
(2) من بينهم جماز بن شيحة وابنه منصور وقد وصفهم الذهبي بأن فيهم تشيعاً ظاهراً، ذيول 10/ 4، ابن حجر، الدرر، 75/ 2، ابن عماد الحنبلي، أبو الفلاح عبد الحي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، جـ6 (د. ط، دار الكتب العلمية، بيروت د. ت) ص10.
(3) نصيحة، ورقة 109 ل ب.
(4) ابن حجر، نفسه، 228/ 2، السخاوي، التحفة، 126/ 2.
(5) ابن فرحون، نفسه، ورقة 109ب، الفيروزآبادي المغانم، (خ) ورقة 256ل أ، ابن حجر، نفسه 228/ 2، 314/ 3، وفي هامش 228/ 2 من الدرر فضل بن قاسم بن جماز كما في السخاوي أيضاً التحفة 126/ 2.
(6) ابن فرحون نفسه، ورقة 109ل ب، الفيروزآبادي، نفسه، ورقة 256 ل ب وذكر ابن حجر، نفسه، 314/ 3 وفاته في ذي القعدة 753هـ/ 1352م والأصح ما ذكره ابن فرحون لأنه المصدر الأقدم.

الصفحة 37