كتاب المدينة في العصر المملوكي

39…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لفقيه الإمامية ويدعى يوسف الشريشير بأن يحكم بين الغرباء: "فظهرت كلمتهم وارتفعت رايتهم (1) "، بل إنه تمادى في محاربة أهل السنة لدرجة أن فقهاء الحنفية تعرضوا للتعذيب (2). كما عامل المجاورين معاملة قاسية مما حدا بالسلطان المملوكي أن يوعز لنائبه في الشام بالتخلص منه فتم تنفيذ الأمر باغتياله على يد فداويين قدما للحج مع الركب الشامي في 21 ذي العقدة 759هـ/1357م (3)، فاضطربت الأحوال في المدينة ونُهب الحاج الشامي على يد آل منصور غير أن الأمور استقرت بعد تدخل ابنه بدر الدين هبة بن جماز (4).
لقد كان البحث عن أمير للمدينة من قبل الأشراف مهمة صعبة نظرا لتدهور الأحول السياسية والأمنية، حيث رفض المنصب كل من بدر الدين هبة بن جماز، وزيان بن منصور بن جماز، لكن الأخير أشار بتعيين أخية زين الدين عطية بن منصور فتم اختياره أميرا للمدينة سنة 760هـ/1358م (5) لما يتمتع به من ورع وتقوى، وقد شهدت المدينة في عهده استقراراً وأمناً كما عمل على تخفيف الضرائب عن الناس (6). غير أنه ما لبث أن عزل سنة 773هـ/1371م ولم يتضح سبب عزله وعين بدلاً منه ابن أخية هبة بن جماز بن منصور (7). وكان سبب تعيينه كما يظهر انتقاله من مذهب الشيعة الإمامية إلى المذهب
__________
(1) الفيروزآبادي، المغانم، (خ) ورقة 237 لوحة أ، السخاوي، التحفة، 427/ 1.
(2) الفيروزآبادي، نفسه، ورقة 237 لوحة أ.
(3) ابن فرحون، نصيحة، ورقة 110ل ب، الفيروزآبادي، نفسه، ورقة 238 ل أ.
(4) ابن فرحون، نفسه، ورقة 110ل ب، الفيروزآبادي، نفسه، ورقة 238ل أ، القلقشندي، صبح، 301/ 4، السخاوي، نفسه، 427/ 1
(5) ابن فرحون، نفسه، ورقة 110ل ب، الفيروزآبادي، نفسه، ورقة 254ل ب.
(6) ابن فرحون، نفسه، ورقة 111ل أ، الفيروزآبادي، نفسه، ورقة255ل أ.
(7) السخاوي، التحفة، 198/ 3

الصفحة 39