40…
الشافعي مذهب دولة المماليك في مصر، فكان عهده -كما ذكر -خيراً وبركة على المدينة فرفع قواعد السنة وأخمد البدعة (1)، غير أنه ما لبث أن قبض عليه بمكة سنة 783هـ/1380م (2) فعاد زين الدين عطية إلى الإمارة إلا أن فترته الثانية لم تدم طويلاً فقد توفي سنة 783هـ/1381م (3). ويلحظ أن فترة إمارة كل من عطية وهبة كانت طويلة نسبياً قياساً ببعض الأمراء السابقين، ويبدو أن ذلك راجع إلى لحسن سياستهما وميلهما لأهل السنة والجماعة، مما أكسبهما رضا السلطنة المملوكية. تولى الإمارة بعد عطية جماز بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني في ذي القعدة سنة 783هـ/1381م (4) بمرسوم سلطاني (5). غير أن نعير بن منصور (6) الذي خلف أخاه عطية دون مرسوم بتعيينه امتنع عن تسليم المدينة له مما أدى إلى وقوع قتال بين الطرفين انتهى باستيلاء جماز على المدينة بعد طعن نعير وانهزام أصحابه، ثم وفاته بعد ذلك بيومين (7).
من خلال تتبع الأوضاع السياسية في المدينة أواخر القرن الثامن الهجري يتضح أن الصراع على السلطة بين أشرافها على أشده وسمة بارزة للحياة
__________
(1) الفيروزآبادي، المغانم، ورقة 268 ل ب.
(2) السخاوي، نفسه، 198/ 3.
(3) ابن حجر، شهاب الدين أحمد بن علي، إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ، جـ2 (ط2، دار الكتب العلمية، بيروت 1406هـ/1986م) ص73، 83، ابن تغري بردي، النجوم، 218/ 11
(4) ابن تغري بردي، نفسه، 218/ 11، السخاوي، نفسه، 427/ 1.
(5) صدر من السلطان الملك الصالح أمير حاج، تولى السلطنة فترتين الأولى بين (783 - 784هـ/1381 - 1382م) والثانية بين (791 - 792هـ/1389 - 1390م) انظر ابن تغري بردي، نفسه، 216/ 11وما بعدها، ستانلي لين بول، الدول الإسلامية 173/ 1
(6) نعير بن منصور، تولى الإمارة بعد وفاة أخيه عطية 783هـ/1381م لفترة قصيرة، ابن حجر، أنباء 83/ 2، وكان كما يظهر مستشار أخيه عطية، الفيروزآبادي نفسه، ورقة 254 ل ب.
(7) ابن حجر، إنباء، 83،73/ 2.