كتاب المدينة في العصر المملوكي

42…
بخلاف ثابت بن نعير". ويرى المقريزي (1) أن حسن بن عجلان (2) أمير مكة الذي أصبح بتفويض من السلطان المملوكي نائب السلطنة بالحجاز؛ قد استناب عجلان بن نعير بن منصور بن جماز والد زوجته بدلاً من ثابت المتوفى سنة 811هـ/1408م على المدينة، أمده أمير مكة بعسكر على رأسهم ابنه أحمد لدعمه ضد مناوئيه وبخاصة جماز بن هبة.
كانت ولاية عجلان بن نعير على المدينة مضطربة فلم يستقر الحكم له، بل نافسه آخرون وعلى رأسهم آل جماز بن هبة الذين هاجموا المدينة وقبضوا على عجلان وسلموه لأمير الحاج الشامي ثم أرسل إلى مكه، وأطلق سراحه بأمر من أميرها غير أنه لم يعد للأمارة، بل حل مكانه سنة 816هـ/1413م غرير بن هيازع بن ثقبة بن جمازالحسيني (3) الذي استمر في الإمارة ثماني سنين وعزل عنها سنة 824هـ/1421م، وأعتقل وسجن وتوفي سنة 825هـ/1422م (4)، وأعيد عجلان بن نعير (5) ثم عزل وعيّن بدلاً منه ثابت بن نعير ابن هبة بن جماز سنة 826هـ/1425م، ثم عزل ثابت في نفس العام، أما عجلان فقد قتل سنة 832هـ/1425 (6) م. لم تتضح أسباب عزل كل من عجلان وثابت غير أنه يبدو أن لميولهما العلوية دورا في ذلك العزل فقد أقام
__________
(1) السلوك، 76/ 4، انظر أيضاً ابن حجر، إنباء، 105/ 6، السخاوي، التحفة، 176/ 3.
(2) حسن بن عجلان، أمير مكة ونائب السلطنة ولي إمرة مكة من غير شريك نحو إحدى عشرة سنة ووليها سنة وسبع أشهر شريكاً لابنه السيد بركات، تولى الإمارة سنة 797هـ/1394م وتوفي سنة 829هـ/1425م الفاسي، العقد، 4/ 86 - 138.
(3) الصيرفي، نزهة، 435/ 2.
(4) ابن حجر، نفسه، 479/ 7، السخاوي، الضوء، 161/ 6، السخاوي، التحفة، 177/ 3.
(5) الصيرفي نفسه، 17/ 3.
(6) ابن حجر، نفسه، 183/ 8، السخاوي، الضوء، 145/ 5، السخاوي التحفة، 177/ 3.

الصفحة 42