كتاب المدينة في العصر المملوكي

44…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سلطاني بتعيينة (1). غير أن أميان عزل من منصبه غير مرة ففي سنة 842هـ/1438م عزل وعين سليمان بن غرير بن هيازع بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني (2)، وقد دخل الأخير في صراع مع أميان على الإمارة سنة 844هـ/1440من تمكن سليمان من الانتصار فيه ثم عاد أميان للإمارة مرة أخرى سنة 850هـ/1446م بعد ضيغم بن خشرم بن نجاد الحسيني (3)، واستمر أميان في الإمارة حتى وفاته سنة 853هـ/1449م (4) وقيل سنة 855هـ/1451م (5) وخلال فترة الصراع تلك تعاقب على إمارة المدينة عدد من أشرافها بينهم سليمان بن غرير السالف الذكرالذي استمر في الإمارة من 842هـ-846هـ/1438 - 1442م (6)، وخلفه لعدة أشهر موسى بن كبيش بن جماز، ثم أعقبه سنة 847هـ/1443م ضيغم بن خشرم بن نجاد بن ثابت بن نعير بن منصور واستمر في الإمارة حتى عزل سنة 850هـ/1446م أعيد أميان إلى الإمارة (7). مما سبق يتضح أن الصراع بين أشراف المدينة للاستحواذ على السلطة عد أدى إلى إضعاف مركز المدينة السياسي والعسكري في مواجهة القوى المحلية خاصة القبائل، وفي مواجهة أشراف مكة، وأدى ذلك إلى تعزيز دور وسلطة السلطنة المملوكية فتدخلت في شؤون أشراف المدينة بالعزل والتعيين.
__________
(1) المقريزي، السلوك، 975/ 4، ابن حجر، نفسه، 8/ 404 - 405، السخاوي، الضوء، 321/ 1.
(2) السخاوي، الضوء، 161/ 5.
(3) السخاوي، الضوء، 2/ 4.
(4) السخاوي، التحفة، 339/ 1.
(5) السخاوي، الضوء، 321/ 2.
(6) السخاوي، الضوء، 268/ 3، السخاوي، التحفة، 184/ 2.
(7) السخاوي، التحفة، 254/ 2،339/ 1.

الصفحة 44