46…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غير أنه لم يدم في منصبه سوى أشهر قليلة توفي بعدها سنة 888هـ/1483م (1). وتولى الإمارة ابنه البدر حسن الذي وصفه السخاوي (2) بقوله: "إنه "محمود السيرة "، دامت إمارته قرابة ثلاث عشرة سنة غير أن حكمه ساء أواخر القرن التاسع لدرجة أنه سطا على المسجد النبوي وسرق حاصل الحرم من نقود وقناديل الذهب والفضة مثل كثير من أمراء المدينة وسبك تلك القناديل وارتحل عنها سنة 901هـ/1495م، فأرسل شريف مكة جيشاً لحفظ الأمن بصحبة فارس بن شامان بن زهير بن سليمان الذي عينه أمير مكة نائباً عنه في المدينة (3)، بعد أن صدر الأمر بعزل أميرها البدر حسن، ثم عين شريف مكة بعد ذلك وفي نفس العام مانع بن زبيري- أخا الأمير السابق - أميراً على المدينة (4). وفي رجب سنة 919هـ/1513م قام الشريف بركات بن محمد بن بركات (5) أمير مكة بأمر من السلطان المملوكي (6) بتعيين الشريف ثابت بن ضيغم بن خشرم بن نجاد بن ثابت أميراً على المدينة (7). ويبدو أن المذكور استمر في منصبه حتى نهاية العصر المملوكي سنة 923هـ/ 1517م.
__________
(1) السخاوي، الضوء، 233/ 3، السخاوي، التحفة، 81/ 2.
(2) الضوء، 100/ 3،233، التحفة، 479/ 1.
(3) السخاوي، الضوء، 162/ 6، السخاوي، التحفة، 392/ 3.
(4) السخاوي، التحفة، 479/ 1حيث ذكر أنه عاد بعد ذلك إلى المدينة وتوفي بها، وفي الضوء، 100/ 3، أن السخاوي رآه بالمدينة سنة 898هـ/1492م.
(5) تولى الشريف بركات بن محمد بن بركات الإمارة شريكاً لوالده سنة 878هـ/1473م، ولاها إياه السلطان الأشرف قايتباي ثم انفرد بالإمارة بعد وفاة والده سنة 903هـ/1497م، ابن فهد، عز الدين عبد العزيز بن عمر، غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام، تحقيق فهيم شلتوت جـ3 (ط1، جامعة أم القرى، مكة المكرمة 1409هـ/1989م) ص 35 - 325.
(6) هو الملك الأشرف قانصوه الغوري تولى السلطنة من سنة 906هـ/1501م حتى مقتله في رجب سنة 922هـ/1516م، ابن اياس، أبو البركات محمد بن أحمد، بدائع الزهور في وقائع الدهور، تحقيق محمد مصطفى، جـ4 (ط2، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1402هـ/1982م) ص 3 - 5، 68 - 70.
(7) ابن فهد، غاية، 280/ 3 - 281، ابن فهد، بلوغ، ورقة 213 ل ب.