كتاب المدينة في العصر المملوكي

47…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانياً- العلاقات الخارجية:
أ- العلاقة مع السلطة المركزية:
ظلت علاقة الحجاز بالسلطة المركزية تمثل أهمية بارزة في نطاق التاريخ السياسي للحجاز خلال العصرين الأيوبي والمملوكي، لأهميتها الدينية والإستراتيجية والاقتصادية (1).
وقبل الحديث عن طبيعة العلاقات السياسية للمدينة المنورة في العصر المملوكي يحسن بنا أن نعطي بعض المؤشرات عن طبيعة علاقة المدينة بالسلطة المركزية قبل هذا العصر، ففي العصر الأيوبي نجد القاسم بن مهنا الحسيني أمير المدينة يرتبط بعلاقة قوية مع السلطان صلاح الدين الأيوبي وضحها أبو شامة (2) في قوله: "كان للسلطان في جميع الغزوات مصاحباً… وكان السلطان يستوحش لغيبته ويأنس بشيبته" حتى إن تعيين القاسم كان بأمر من الخليفة العباسي المستضيء 566 - 575هـ/1170 - 1179م. (3) وفي موسم سنة 571هـ/1175م تمكن من مد نفوذه على مكة بدعم من أمير الركب العراقي
__________
(1) علي حسين السليمان، العلاقات الحجازية المصرية زمن سلاطين المماليك (د. ط، دار حراء، القاهرة 1393هـ/ 1973م) ص22 - 23.
(2) كتاب الروضتين، 134/ 2، ابن العماد الأصفهاني، الفتح، ص21، العليمي، الأنس، 286/ 1.
(3) الفاسي،- العقد، 7/ 31 - 32، وقد عاصر القاسم أيضاً السلطان نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي ت 569هـ/1173م الذي اتسع ملكه فشمل الموصل والشام ومصر واليمن وخطب له بالحرمين مكة والمدينة، ابن الأثير علي بن أبي بكر بن محمد، التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية، تحقيق عبد القادر أحمد طليمات (د. ط، دار الكتب الحديثة القاهرة، 1382هـ/1962م) ص162.

الصفحة 47