كتاب المدينة في العصر المملوكي

7…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آلة وصحبة أجمعين وبعد: فإن موضوع هذه الرسالة هو: المدينة المنورة في العصر المملوكي " دراسة تاريخية ". وتأتي أهمية دراسة هذا الموضوع من المكانة الخاصة التي تمثلها المدينة عند المسلمين، ففيها ثاني الحرمين الشريفين إليه تشد الرحال، وكانت أول عاصمة للدولة الإسلامية، ومن تكون له السيطرة عليها يصبح له مكانة خاصة في نفوس المسلمين. ونظرا لعدم وجود سلطة مركزية في الجزيرة العربية بعد انتقال الخلافة من المدينة فقد أخذت القوى المحلية تتصارع للسيطرة على المدن والأقاليم، وتمثل الصراع في الفترة المملوكية في المدنيتين المقدستين بين أشرافها من الحسنيين، وكان لهذا الصراع في الفترة المملوكية في المدينتين المقدستين بين أشرافها من الحسنيين والحسينيين، وكان لهذا الصراع أثر في أوضاع المدينة: الاقتصادية، والاجتماعية، والعلمية، كما حدثت تغييرات في أحوالها الدينية المذهبية أثناء فترة الدراسة وكان للمماليك أثر فعال في أحداث تلك الفترة التي تمتد بين (648 - 923هـ/1250 - 1517)، وهي فترة طويلة حافلة بالأحداث شمل تأثيرهم فيها مجمل أوضاع المدينة. وتكمن أهمية الموضوع في أنه يعنى بدراسة فترة تاريخية مهمة من تاريخ المدينة وهي فترة العصر المملوكي في نواحيها: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والدينية، والعلمية.
لهذا تهدف هذه الدراسة إلى كشف الغموض عن هذه الجوانب وإلى بحث وتحليل عناصرها المختلفة، ومدى تأثير كل منهما في الآخر، وتأثره به بما…

الصفحة 7