كتاب المدينة في العصر المملوكي

8…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوضح قسمات صورة الحياة العامة في المدينة في تلك الفترة. أما الصعوبات التي واجهتني في هذه الدراسة فهي: ندرة المادة العلمية المتعلقة ببعض جوانب الموضوع، لهذا فقد حاولت جهدي أن أسد النقص بالتنقيب والبحث عن المادة العلمية المتناثرة في المصادر المعاصرة لتلك الفترة وبعض المصادر الأخرى السابقة واللاحقة.
اقتضت طبيعة هذه الدراسة تقسيم البحث خمسة فصول:
الفصل الأول: خصص لدراسة الأوضاع السياسية، وقد قسم الفصل محورين اساسين، المحور الأول: يختص بدراسة الاحوال السياسية الداخلية ويشتمل على نقطتين سبقتا بتمهيد عن أوضاع المدينة السياسية قبل قيام الإمارة الحسينية، ثم تحدثت في النقطة الأولى عن قيام إمارة بني مهنا في المدينة، تلك الإمارة التي بدأت منذ النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، وتتضمن الأوضاع السياية في ظل هذه الاسرة حتى نهاية العصر الأيوبي 648 هـ /1250م. ثم عالجت في النقطة الثانية إمارة المدينة في ظل السلطة المملوكية (648 - 923/ 1250 - 1517). أما المحور الثاني من هذا الفصل: فيتضمن دراسة علاقات المدينة الخارجية التي عالجتها من خلال ثلاث نقاط أساس، تحدثت في النقطة الأولى عن علاقة المدينة مع السلطة المركزية الممثلة بالسلطنة المملوكية في القاهرة، التي كان لها تأثير في تشكيل صورة الاوضاع السياسية في المدينة باعتبار مالها من نفوذ على القوى السياسية المحلية في المنطقة. وفي النقطة الثانية ناقشت العلاقة بين المدينة ومكة، حيث نلحظ أن لأشراف مكة منذ القرن الرابع الهجري مطامع سياسية، حاولوا من خلالها مد سيطرتهم على المدينة في فترات مختلفة، وكان للعلاقة بين الطرفين أثر كبير في الأوضاع السياسية في الحجاز بصفة عامة. وفي النقطة الثالثة الأخيرة تحدثت عن العلاقة…

الصفحة 8