كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

أسباب نقل مقر الخلافة من المدينة المنورة
ظلت المدينة المنورة منذ هاجر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاصمة الدولة
الإسلامية بلا منازع، فقد كانت هي الدولة، وهي العاصمة، حيث لم يكن في
الجزيرة العربية قرية تدين بالإسلام غيرها، ومنذ اللحظة الأولى لدخول النبي
- صلى الله عليه وسلم - إليها، وإعلانه قيام دولة الإسلام، وهي في تحد سافر مع مكة واهلها
الذين كانوا يتزعمون حركة التمرد ضد الإسلام ودولة الإسلام.
وبعد هزيمة اهل مكة في معركة بدر الشهيرة، اتجهت الأنظار إلى
المدينة المنورة، فقد راى سكان الجزيرة انتصار أهل المدينة هذا الانتصار
المذهل على زعماء مكة وجيشها، وسمعوا بالقوة الناشئة تتصدى للقوة التي
كانت ترهب العرب، وتفرض نفسها على القبائل، سواء بقوتها، ام بمكانتها،
ولفت أنظارهم ان أهل المدينة لم تكن لهم جولات عسكرية خارح بلادهم،
بل كانت كل معاركهم قائمة فيما بينهم، مما دعاهم إلى التفكير في هذا
التحول الذي طرا على المدينة.
وبالطبع لم تكن هناك اسباب ظاهرة يمكن تفسير هذا التحول بها سوى
دخول الإسلام إليها، مما ارغم الناس على التفكير في امر هذا الدين الجديد،
برغم ما كان يقوم في وجهه من الصعوبات فهو دين جديد لم يلفوا عليه
اباءهم، وهو يهدد الهتهم التي ورثوها عن اجدادهم، وفوق ذلك تلك الدعاية
المحمومة التي كان يطلقها اهل مكة لصد الناس عنه.
11

الصفحة 11