وجاء اسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلته، فكانت عنده (1).
وفي رواية عن أنس - رضي الله عنه - أن نبي الله - ع! ي! - قال: أي بيوت
أهلنا أقرب؟ فقال أبو أيوب: انا يا رسول الله، هذه داري، وهذا بابي.
قال - ع! ير -: فانطلق فهمى ء لنا مقيلا، قال: قوما على بركة الله (2).
ذهب رسول الله - ع! ي! - إلى بيت ابي أيوب - رضي الله عنه - وكان البيت
مكونا من طابقين، واراد أبو ايوب ان يكرم رسول الله - ع! ير- وينزله بالطابق
العلوي.
ولكن الرسول - ع! ي! - رفض ذلك العرض، وأصر على أن ينزل بالشفل،
يقول أبو أيوب: لما نزل عليئ رسول الله - ع! ي! - في بيتي نزل بالشفل، وأنا
وام أيوب في العلو، فقلت له: يا نبي الله، بابي أنت وأمي، إني لأكره
واعظم أن أكون فوقك وتكون تحتي، فاظهر أنت فكن في العلو، وننزل نحن
فنكون في السفل.
فقال: يا أبا ايوب، إن أرفق بنا وبمن يغشانا ان نكون في سفل
البيت (3).
هكذا يعلمنا رسول الله - عفح - كيف يكون الضيف عند مضيفه، وكيف
يعامل المضيف ضيفه، فعلى المضيف ان يعرض على ضيفه خير ما عنده،
وأن يبذل له كل ما يريحه ويزيل عنه الحرج، حتى تطمئن نفسه، ويطيب
خاطره، وعلى الضيف أن يراعي ظروف المضيف، فلا يفعل ما يضايقه، ولا
يطلب ما يحرجه، وعليه كذلك أن يقدر ظروفه الخاصة، بحيث لا يحرج من
يريد الاتصال به لزيارة او لمصلحة.
والإسلام مع كونه امر بإكرام الضيف "من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر
__________
(1) مختصر سيرة الرسول (ص 174).
(2) رواه البخاري.
(3) السيرة النبوية (2/ 524).
179