فليكرم ضيفه " (1) ومع كونه جعل الضيافة حقا للمسلم على اخيه المسلم،
وحدد لها ثلاتة ايام، فإن الرسول -! شي! - هنا يعلمنا ان الضيف لاينبغي ا ن
يستغل هذا الحق، ويحرج المضيف او يضايقه، بل يكون ضيفا خفيفا على
مضيفه.
ويحضرني هنا تحذير الشاعر للضيف الثقيل حين يقول:
لا تكن ضيفا ثقيلا ... يكره الناس لقاءك
إن في الفندق مأواك ... وفي السوق غذاءك
ويروي لنا أبو ايوب - رضي الله عنه - كيف كان حريصا على إكرام
رسول الله -! شي! - وعدم إيذائه بشيء مهما كان خفيفا، يقول - رضي الله عنه -:
فكان رسول الله -! شي! - في سفله، وكنا فوقه في المسكن، فلقد انكسر
حب لنا فيه ماء، فقمت انا وام ايوب بقطيفة لنا، ما لنا لحاف غيرها ننشف
بها الماء، تخوفا أن يقطر على رسول الله -! شي! - منه شيء فيؤذيه (2).
وكان أبو أيوب يصنع طعام العشاء لرسول الله -! شح! - فكان رسول الله
يأكل منه، ويرد عليهم فضلة، فيقصد أبو ايوب وزوجه موضع اصابع النبي-
! ش! - في القصعة، فيأكلان منه يلتمسان بذلك البركة (3).
وفي ليلة ما بعثا إليه بعشائه، وكان في الطعام بصل او ثوم، فرده -
ءش! - ولم ياكله، ولم ير أبو ايوب موضع أصابع الرسول في القصعة، ففزع،
وذهب إلى الرسول يساله فقال: بابي أنت وامي، رددت عشاءك ولم أر فيه
موضع يدك؟
فقال - عليه الصلاة والسلام -: إني وجدت فيه ريح هذه الشجرة، وانا
رجل اناجى، فاما أنتم فكلوه.
__________
(1) رواه أحمد في المسند والنسائي في السنن.
(2) البداية والنهاية (3/ 1 20).
(3) البداية والنهاية (3/ 1 20).
185