قال أبو ايوب: فاكلنا ولم نصنع له تلك الشجرة بعد (1).
وتوالت الهدايا على رسول الله - مج! ي! - فكانت اول هدية أهديت إليه،
هدية ام زيد بن ثابت، فقد روي عنه انه قال: اول هدية اهديت إلى رسول
الله - مج! ي! - حين نزل دار ابي ايوب انا جئت بها، قصعة فيها خبز مثرود بلبن
وسمن.
فقلت: ارسلت بهذه القصعة امي، فقال: بارك الله فيك، ودعا أصحابه
فاكلوا (2). ثم جاءت قصعة سعد بن عبادة ثريد وعراق لحم.
قال زيد: وما كانت من ليلة إلا وعلى باب رسول الله -! ي! - الثلاثة
والأربعة، يحملون الطعام يتناوبون (3).
وأقام - ئخر- في دار ابي ايوب حتى بني المسجد وبني بجواره غرفتان
إحداهما لسودة بنت زمعة زوجه -! شي! - ورضي الله عنها - والثانية اتخذها بيتا
لعائشة - رضي الله عنها - ثم تحول من بيت أبي أيوب إلى مساكنه (4).
وكان مقامه في دار ابي ايوب سبعة اشهر (5).
وقد صارت دار ابي أيوب بعده إلى مولاه افلح، فاشتراها منه المغيرة
ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بألف دينار، وصلح ما وهى من
بنيانها، ووهبها لأهل بيت فقراء من اهل المدينة (6).
وقد نقل الشيخ عبد القدوس الأنصاري عن السهيلي انه قال: إن دار
ابي ايوب آلت بعد صاحبها إلى مولاه افلح، وان افلح هذا لم يفلح، إذ
باعها بعد ما خربت للمغيرة بن عبد الرحمن بالف دينار.
__________
(1) البداية والنهاية (3/ 1 20).
(2) نفسه (3/ 202).
(3) نفسه (3/ 202).
(4) السيرة النبوية (2/ 524).
(5) نفسه (3/ 202).
(6) البداية والنهاية (3/ 203).
181