لهذا كانت دائمة التحريض لزوجها الذي الت إليه زعامة قريش أن يأخذ
بثأر قتلى بدر، وكان على أبي سفيان أن يخضع لهذا التحريض، وإلا كانت
حياته في بيته كدرا ونكدا، وتعرضت زعامته في قريش لأزمة قد تعصف بها،
ويحرمها إلى الأبد، وذلكم العار الذي لا يقبله عربي، ولا يرضى به إلا دني.
جهز أبو سفيان جيشا من ثلاثة الاف رجل، على ثلاثة الاف بعير،
وقادوا مائتي فرس وفيهم سبعمائة دارع (1).
كان العباس عم رسول الله -! شي! - مقيما في مكة، وكان مؤمنا يكتم
إيمانه، وعلم بما دبر القوم فبعث إلى الرسول كتابا مع رجل من غفار، وأمره
ان يسلمه للرسول -! ير- قبل ان يصل جيش المشركين (2).
ولما وصل كتاب العباس إلى الرسول جمع اهل الراي من اصحابه،
واخبرهم بكتاب العباس، وطلب منهم ان يبدوا رأيهم، ويقدموا مشورتهم،
وابتدأهم - جمي! - برايه، وكان يرى ألا يخرج المسلمون من المدينة، وان
يتحصنوا بها، وقال: فإن أقاموا أقاموا بشر منزل، وإن هم دخلوا علينا
قاتلناهم فيها (3).
ووافق كبار الصحابة المهاجرين والأنصار على راي رسول الله -! ير-
ولكن الشباب وبخاصة منهم من لم يشهد بدرا، عارضوا الفكرة، وراوا ا ن
يخرجوا لعدوهم، حتى لا يظن بهم الجبن، وتزعم المعارضة حمزة بن عبد
المطلب وسعد بن عبادة - رضي الله عنهما- وقال حمزة: والذي انزل عليك
الكتاب لا اطعم طعاما اليوم حتى اجالدهم بسيفي خارج المدينة (4).
وقال النعمان بن بشير: يا رسول الله، لا تحرمنا الجنة (5).
__________
(1) حياة محمد (ص 228).
(2) السيرة الحلبية (2/ 230).
(3) السيرة النبوية (3/ 0 84).
(4) سيرة دحلان حاشية الحلبيه (26/ 2).
(5) سيرة دحلان حاشية الحلبيه (26/ 2).
186