جيش المشركين يصل إلى مشارف المدينة:
تحرك جيش المشركين من مكة، ووصل إلى الضاحية الشمال! ة حيث
نزل بساحة احد بالقرب من المدينة، وهناك تركوا إبلهم وخيلهم ترعى فيما
حول المدينة من الزرع، وبلغ الرسول خبرهم، فأرسل عيونا تاتيه باخبارهم،
فاستطلعوا خبرهم وجاووه بحقيقة الأمر، واستعد الفريقان للقتال.
وقعت المعركة عند جبل أحد فسميت باسمه، وتواجه الفريقان في
الساحة الممتدة من جنوب جبل احد إلى شمال جبل الرماة، وانهزم المشركون
في الجولة الأولى، ولكن الرماة لم يصبروا ويلزموا أماكنهم كما أمرهم
الرسول -! شير- فكانت أول مخالفة لأمر الرسول، حيث نزلوا يشاركون الجيش
في جمع الغنائم، وكان حرصهم على المشاركة في جمع الغنائم مخالفة اخرى
تتمثل في التكالب على حطام الدنيا.
وكانت النتيجة الطبيعية لمخالفة تعاليم الرسول - لمجم - ان لحقت
بالمسلمين هزيمة استشهد فيها سبعون من خيرة الصحابة، وجرح الجيش كله
بغير استثناء، حتى رسول الله -! شح - كسرت رباعيته، وشج رأسه، ودخلت
حلقتان من المغفر في وجنتيه.
وفر بعض الصحابة من الميدان هاربين إلى المدينة، واستبسل اخرون،
فأحاطوا برسول اللّه، وفدوه بارواحهم، ودافعوا عنه بكل ما لديهم، وانتهت
المعركة على هذا النحو.
بدات المعركة يوم السبت السابع من شهر شوال من السنة الثالثة
للهجرة، ودارت على مشارف المدينة، على بعد اربعة كيلومترات من الجهة
الشمالية، وكانت غاية المشركين منها تتلخص فيما يأتي:
1 - أخذ الثار من المسلمين لقتلى بدر.
2 - القضاء على الدين الذي عاب الهتهم وسفه أحلامهم.
3 - تأمين الطريق لتجارتهم في ذهابها وعودتها من الشام.
ولكن هل حقق المشركون غايتهم أو شيئا منها، رغم ما نزل بالمسلمين
من الخسائر.
187