ولم يستطع المشركون تحقيق هذا الهدف كذلك، لأن المسلمين هم
المسيطرون على المدينة، والمتصرفون في شؤون المارين بها، وقد كانوا
لتجارة أهل مكة بالمرصاد.
وهكذا نرى ان اهداف المعركة بالنسبة للمشركين لم تتحقق جميعها، بل
لم يتحقق شيء منها، فهي إذا بالقياس العسكري معركة خاسرة بالنسبة
للمشركين.
فكيف كان الحال عند المسلمين؟
وفي الجانب الإسلامي فإن هذه المعركة، كانت لها اثار سلبية، وإن لم
تحقق أهدافها المرجوة، فهناك الشهداء السبعون، وما خلفوه وراءهم من
الأيامى والأطفال، وهناك الجيش الجريح الذي تنزف دماوه ولم تجف بعد،
وهناك ما نزل برسول الله -! ي! - من الجراج والالام، وهناك فوق ذلك حالة
الجيش النفسية، لشعورهم بانهم هم الذين اكرهوا رسول الله - لمجي! - على
الخروج مخالفين بذلك رايه، وترتب على ذلك كل ما هم فيه.
وكان على القيادة الإسلامية ان تواجه كل هذه المشكلات بحلول
حاسمة، تقضي على الاتار السلبية التي مني بها الجيش الإسلامي، وعلى
راسها الحالة النفسية، فإن ما عداها يهون امره، والأيام كفيلة بإزالة اتاره.
كيف عالج الرسول الحالة النفسية للجيش؟
نلاحظ ان القرآن الكريم يعتبر هذه الغزوة درسا هاما لا بد أن يمر به
المسلمون، ليتعلموا من خلاله ما لم يجدوه في اي مجال اخر، ولهذا فإن
القرآن الكريم لم يعنفهم على ما فرط منهم، ولم يتركهم طويلأ يعانون من
اثار هذه الهزيمة، ولم يدعهم في الميدان وحدهم يصارعون الوضع النفسي
المرهق، بل كان مرافقا لهم في كل خطوات المعركة، يدفع ويشجع، ويعالج
ويرقأ، ويوجه ويسدد.
إن القرآن الكريم يواجه المسلمين أولآ باسباب الهزيمة بصراحة، وبغير
مجاملة ولا مواربة فيقول - سبحانه -: "و! ذ صدقى الله وغده ز إ ذ
189