كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

تحشونهع! بإذنه حئ إذا فشئتض وتنزغتتم فى اً لأقروعثئتد، من بعف مآ
أرلبهم ما تحبوت من! م من يريد الذيخا ومنحم من يريد الأخرة تئم
صحرفى عنهم ليتتليغ " (1).
فإذا عرفت اسباب الهزيمة يمكن معالجتها، والتحرز من الوقوع فيها مرة
أخرى، وإن أول ما يجب ان يعرف عند العلاح هو معرفة اسباب الداء،
ولكن معرفة الأسباب وحدها لا تكفي للعلاح، وإن كانت تفتح الطريق إليه.
وقد وضعت الاية الكريمة أيدي المسلمين على الأسباب الحقيقية
للهزيمة، ولخصتها في ثلاث كلمات: الأولى: الفشل، وهو هنا الضعف عن
مقاومة مغريات الدنيا، والمقصود الاهتمام بجمع الغنائم، والثانية: التنازع،
والمراد ما حصل من الخلاف بين قائد الرماة عبدالله بن جبير- رضي الله
عنه - وبين الذين ارادوا النزول من الرماة للمشاركة في جمع الغنائم.
والثالثة: معصية أوامر القيادة، بترك المكان المحدد لهم مع التشديد
عليهم بعدم تركه او مغادرته مهما كانت الظروف.
وعرفهم القرآن الكريم أن هذه الأسباب هي التي أدت إلى ما حل بهم،
وان علاجها في ايديهم، وليس من المستحيلات التي لا يقوى عليها البشر،
ثم عاتبهم بعد ذلك عتابا رقيقا هادئا على تساولهم عن اسباب هذه الهزيمة،
فقال - جل من قائل -: "أولما أصخبتكم م! حيبه قذأصحتغ مثلئهاقفغ أفئ هذا قل
هو من عند أنفسكئم! و (2).
ثم تعد هذا التوضيح الذي لا بد منه، يبدا في العلاح، ولا بد ان يكون
العلاح شاملأ يتناول جميع الذين شاركوا في المعركة، حتى لا يبقى لهذا
المصير المؤلم أثرا في النفوس، إن هذه النتيجة لم يتوقعها أحد قط، وبخاصة
وأن المسلمين قد لمسوا عون الله - عز وجل - لهم يوم بدر، وهم قد الحوا
__________
(1) سورة ال عمران، الاية: 152.
(2) سورة ال عمران، الآية: 165.
190

الصفحة 190