كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

ثابت، ثم إلى جبل بني عبيد ين عدي، وهو جبيل صغير، وموقعه غربي
مسجد الفتح الذي فوق جبل سلع، وينتهي الخندق عند السيح.
وحدد الرسول -! رو- لكل جماعة من الصحابة المكان الذي سيعملون
فيه، فكان نصيب بني عبد الأشهل من ثنية الشيخين إلى حصنهم (راتج) وكان
نصيب المهاجرين ما بين راتج وجبل ذباب، واما الأنصار فكانوا يعملون ما
بين جبل ذباب إلى جبل بني عبيد ين عدي.
واستعار المسلمون الات الحفر من يهود بني قريظة، وجعل الرسول -
! شي! - لكل عشرة من الصحابة اربعين ذراعا يحفرونها - أي عشرين مترا تقريبا-
وكان طول الخندق الفي متر أو تزيد قليلا، وعرضه خمسة أمتار، وعمقه ثلاثة
امتار.
وعلى هذا يكون كل رجل من الصحابة - رضوان الله عليهم - مكلفا
بحفر مترين طولأ في خمسة امتار عرضا في ثلاثة امتار عمقا، ويكون مجموع
ما يحفره الرجل ثلاثين مترا مكغبا، وعليه ان يحفر ذلك في مدة خمسة عشر
يوما، وهي المدة التي حفر فيها الخندق كما ذكر النووي - رحمه الله - وهو
أرجح الأقوال بعد التحقيق (1).
إحصاء عن حفر الخندق:
1 - اشار بحفره سلمان - رضي الله عنه - ووافق الرسول - ع! - وتبعه
الصحابة.
2 - حفر الخندق في الجهة الشمالية من المدينة، وامتد حفره من طرف الحرة
الشرقية إلى طرف الحرة الغربية.
3 - وزع الرسول العمل في الخندق على النحو التالي:
أ - من أجمة الشيخين إلى حصن راتج على بني عبد الأشهل.
__________
(1) يراجع كتابنا: تأملات في سيرة الرسول (غزوة الخندق).
196

الصفحة 196