طريق رسله، فكئر رسول اللّه، ورفع صوته بالتكبير، وبشر المسلمين بالنصر
قائلا: الله اكبر، أبشروا يا معشر المسلمين بنصر الله - تعالى - وعونه (1).
لقد اشتدت الأزمة، ولم يعد للمسلمين نصير ولا عون، فلا بد أن ياتي
الفرح، ومن هنا كان تكبير الرسول وتبشيره بنصر الله، ولكن الموقف الجديد
كان مصدر سرور وبهجة عند المنافقين، فاظهروا ما كانوا يكنون، وابدوا ما
كانوا يخفون.
وفي هذا الوقت الذي اشتد فيه الكرب، وتوالت فيه المحن، كان
المسلمون في موقف لا يحسدون عليه، وقد وصفهم القرآن، وبين حالتهم
النفسية فقال: " إذ جآءوكم من فؤفيهم ومن أشفل منكم و!. زاغت الأبضمروتبغت
ألقلوب أتضاجر وتظنون بالله الظنونا بريم هالك ائتلى ائمقمنو%! زلزلوا زتزالا
شديدا" (2).
في هذا الوقت العصيب فكر الرسول -! يم - في طريقة يستطيع بها فك
هذا الحصار عن المدينة، ليريح المسلمين من عنائه، ويفت في عضد
المشركين فلا يصلون إلى ما أرادوا، وهداه تفكيره -لمجي! - ان يعقد صفقة مع
عيينة بن حصن الفزاري زعيم غطفان، واختار غطفان بالذات، لأنها اولأ
الكثرة العددية لجيش المشركين حيث كان عددهم ستة الاف مقاتل (3) وثانيا لا
هدف لها من هذه الحرب غير الغنائم ولو أنها منحت هذه الغنائم من غير
قتال لانصرفت راضية شاكرة، وإذا انصرفت هذه القوة عن المدينة، فإن ذلك
يوهن بقية الحلفاء، ويرون الا فائدة من هذا الحصار.
لهذا منَّى الرسول - صلى الله عليه وسلم - غطفان إذا انصرفت عن الحصار بثلث تمر
المدينة (4).
__________
(1) السيرة النبوية (1033/ 3).
(2) سورة الأحزاب، الايتان: 5 1، 11.
(3) سيرة دحلان حاشية الحلبية (199/ 2).
(4) السيرة النبوية (1033/ 3).
199