كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

معركة لا يعلم نتيجتها إلا هو -سبحانه - وحينئذ تنفس -ع! ب! م- الصعداء،
وقال: الان نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم (1).
وتحققت نبوءة رسول الله -بمفي! - فلم يحاول جيش الشرك ان يتوجه إلى
المدينة بعد تلك الغزوة، وسار إليهم رسول الله -عنح- في السنة الثامنة
للهجرة وفتح مكة، ودالت دولة الشرك إلى ابد الآبدين.
3 - معركة الحرة:
معركة الحرة وقعت في المدينة المنورة، ومما يؤسف له اشد الأسف
انها وقعت بين المسلمين بعضهم بعضا، بين اهل المدينة من جهة، وبين
جيش الخليفة يزيد بين معاوية من جهة أخرى، وكلا الفريقين يدين بالإسلام،
ويؤمن بالله ربا وبمحمد رسولأ.
ولهذا كانت لها اثار سلبية، وعواقب وخيمة في نفوس المسلمين، فقد
تنفس الناس الصعداء عندما انتهت المعارك التي دارت بين جيش امير المؤمنين
علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - وبين جيش الشام الموالي لأمير الشام
معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه - وفرج الناس فرحا شديدا لما تم بين
الفريقين من الصلح، واشتد فرج الناس، وزادت غبطتهم، عندما تنازل
الحسن بن علي -رضي الله عنه - عن الخلافة لمعاوية بن ابي سفيان -رضي
الله عنه - حتى سمى الناس هذا العام الذي تم فيه التنازل، واجتماع الناس
على خليفة واحد، عام الجماعة.
فما كادت أخبار بعث جيش من الشام إلى المدينة، تصل إلى اذان
الناس، حتى ثارت في نفوسهم ذكريات مريرة، قاسى منها المسلمون فترة،
وكانوا يعتقدون انها لن تعود مرة أخرى، فما بالها تطل براسها ثانية.
وقد وقعت الواقعة، ودارت رحى الحرب، وتناولها المؤرخون، كل
بطريقته، فمنهم من حمل حملة شعواء على الخليفة يزيدبن معاوية، حتى
__________
(1) رواه البخاري باب غزوة الأحزاب.
207

الصفحة 207