امير المؤمنين، وكنيته أبو خالد، ولد سنة ست وعشرين على الأرجح، وبويع
له بالخلافة في حياة ابيه، على ان يكون ولي عهده من بعده، وفي النصف
من شهر رجب سنة ستين من الهجرة سنة 680 م تاكدت له البيعة بعد موت
أبيه.
وأمه ميسون بنت بحدل بن انيف بن ولجة الكلبي، روى عن ابيه أن
رسول الله -ع! ي! - قال: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " وروى كذلك
حديثا اخر في الوضوء، وروى عنه ابنه خالدبن يزيد، وعبد الملك بن
مروان، وعده أبو زرعة الدمشقي في رجال الطبقة العليا بعد الصحابة، وذكر
ان له احاديث.
وذكروا في وصفه أنه كان كثير اللحم، عظيم الجسم، كثير الشعر،
جميلا طويلا، ضخم الهامة، محدد الأصابع غليظها مجدر 131).
وكان معاوية قد طلق ميسون، وهي حامل بيزيد، فرات في منامها ان
قمرا خرج من قبلها، فقصت قصتها على امها، فقالت: لئن صدقت روياك
فستلدين من يبايع له بالخلافة.
ولدت ميسون يزيد، وجلست يوما تمشطه وهو صبي صغير، فلما انتهت
من تمشيطه نظرت إليه فأعجبها، فقبلته بين عينيه، وكان معاوية يرقب هذا
المنظر هو وزوجته فاخته بنت قرظة، فقال:
إذا مات لم تفلح مزينة بعده فنوطي عليه يا مزين التمائما
ولكن فاختة لم يعجبها ما رأت، وكانه ضايقها اعتزاز معاوية بابنه يزيد
فقالت: لعن الله سواد ساقي امك.
فقال معاوية: أما والله إنه لخير من ابنك عبد اللّه، وهو ولد معاوية من
فاختة، ولكنه كان أحمق، فقالت فاختة: لا والله، ولكنك تؤثر هذا عليه (2).
__________
(1) البداية والنهاية (8/ 227).
(2) نفسه.
209