وقد ذكر علماء الحديث المتخصصون في دراسة الرجال أن هذا الحديث
وامثاله معضل.
وروى أبو يعلى حديثا اخر عن ابي ذر - رضي الله عنه - قال أبو العالية:
كنا مع ابي ذر بالشام فقال أبو ذر: سمعت رسول الله -! شيو- يقول: "أول
من يغير سنتي رجل من بني امية ".
قال البخاري: الحديث معلول، ولا نعرف ان أبا ذر قدم الشام زمن
عمر بن الخطاب، وقد مات يزيد بن ابي سفيان زمن عمر، فولى مكانه أخاه
معاوية.
ويقول ابن كثير -رحمه الله -: وقد اورد ابن عساكر أحاديث في ذ م
يزيد بن معاوية كلها موضوعة لا يصح شيء منها.
وإذا ثبت لدينا بشهادة اهل العلم الثقاة ان الأحاديث التي رويت في ذ م
يزيد كلها موضوعة، واجود ما جاء في ذلك ضعيف الإسناد او منقطع أو
معضل، إذا ثبت هذا بقي علينا ان نعرف راي كبار الصحابة - رضوان الله عليهم-
وموقفهم منه بعد بيعته وكذلك راي ذوي الفضل والعلم وموقفهم من يزيد.
1 - عبد الله بن عمر ويزيد:
روى الإمام أحمد عن نافع قال: لما خلع الناس يزيد بن معاوية جمع
ابن عمر بنيه واهله، ثم تشهد ثم قال: اما بعد فإنا بايعنا هذا الرجل على بيع
الله ورسوله صماني سمعت رسول الله -! شييه - يقول: "إن الغادر ينصب له لواء
يوم القيامة، يقال هذه غدرة فلان، وإن من اعظم الغدر إلا أن يكون الإشراك
بالثه، ان يبايع رجل رجلا على بيع الله ورسوله، ثم ينكث بيعته ".
فلا يخلعن احد منكم يزيد، ولا يسرفن أحد منكم في هذا الأمر،
فيكون الفيصل بيني وبينه (1).
__________
(1) رواه مسلم وأحمد والترمذي.
217