كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

ولهذا لم يخرج ابن عمر -رضي الله عنهما- على يزيد، وحذر اهله
وولده، بل وحذر ابن مطيع من الخروج عليه، وابن عمر من كبار الصحابة
الموجودين في تلك الفترة، ومن فقهائهم.
ورفض ابن الحنفية الخروج عليه، وانكر ما اتهموه به، ولم يشارك في
الخروج، ولم يستحله وهو من كبار التابعين.
وكذلك كان موقف أبي جعفر محمد الباقر، حين أخبر بانه لم يخرج
احد من ال أبي طالب ولا من بني عبد المطلب على يزيد.
وفاة يزيد:
مات يزيد بن معاوية بحوارين قرية من قرى حمص في اليوم الرابع عشر
من شهر ربيع الأول، سنة اربع وستين (1).
وكانت مدة ولايته ثلاث سنين وتسعة أشهر، ومات وعمره ثمان وثلاثون
سنة (2)، وحمل بعد موته من حوارين إلى دمشق، وصلى عليه ابنه معاوية بن
يزيد - أمير المؤمنين يومئذ - ودفن بمقابر باب الصغير (3).
يقول ابن كثير -رحمه الله -: وفي ايامه وسع النهر الصمممى بيزيد في
ذيل جبل قاسيون وكان جدولأ صغيرا، فوسعه اضعاف ما كان يجري فيه من
الماء (4).
قال عبد الرحمن بن مذعور: حدثني بعض أهل العلم قال: اخر ما تكلم
به يزيد بن معاوية: اللهم لا تؤاخذني بما لم احبه ولم أرده، واحكم بيني
وبين عبيد الله بن زياد.
__________
(1) تاريخ الطبري (5/ 499).
(2) تاريخ الطبري (499/ 5).
(3) البداية والنهاية (8/ 236).
(4) البداية والنهاية (8/ 236).
224

الصفحة 224