كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

قال: "لا، ما اقاموا فيكم الصلاة، لا، ما اقاموا فيكم الصلاة، ألا من
ولي عليه وال فراه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي شيئا من معصية
الله، ولا ينزع يدا من طاعة " (1).
وعن ابن عباس -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -كلي! -: "من راى
من اميره شيئا بكرهه فليصبر، فإنه ليس احد يفارق الجماعة فيموت إلَّا مات
ميتة جاهلية " (2).
ونظرة إلى هذه الأحاديث الصحيحة نرى انه لا يجوز الخروح على الإمام
الذي انعقدت له البيعة صحيحة، وكان مستوفيا للشروط ما دام يقيم الصلاة،
فإن ترك الصلاة وجاهر بالفسق، ينصح ويحذر، ولا يجوز الخروح عليه (3).
ويقول ابن كثير -رحمه الله -: ولما خرح اهل المدينة عن طاعته (يريد
يزيد) وخلعوه، وولوا عليهم ابن مطيع وابن حنظلة لم يذكروا عنه - وهم اشد
الناس عداوة له - إلا ما ذكروه من شرب الخمر وإتيان بعض القاذورات، ولم
يتهموه بزندقة كما يقذفه بذلك بعض الروافض.
بل كان فاسقا، والفاسق لا يجوز خلعه لأجل ما يثور بسبب ذلك من
الفتنة ووقوع الهرح كما وقع زمن الحرة (4).
وفد أهل المدينة إلى يزيد:
كانت ثورة عبد الله بن الزبير في مكة مثار فزع وقلق ليزيد بن معاوية
-امير المؤمنين - حتى اضطر إلى خلع عمرو بن سعيد بن العاص والي
المدينة، لأنه ظن انه يمالىء ابن الزبير، وولى مكانه اين عمه الوليدبن
عتبة بن أبي سفيان، فلما قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- ثار رجل
اخر من نجد يقال له: نجدة بن عامر الحنفي.
__________
(1) رواه مسلم.
(2) متفق عليه.
(3) القيادة والجندية في الإسلام (33/ 1) للمؤلف.
(4) البداية والنهاية (8/ 232).
228

الصفحة 228