كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

الأردن حبيس بن دلجة القيني، وعلى اهل فلسطين روح بن زنباع الجذامي
وشريك الكناني، وعلى اهل قنسرين طريف بن الحسحاس الهلالي، وعليهم
مسلم بن عقبة المري من غطفان (1).
يقول ابن كثير -رحمه الله -: ويسميه السلف مسرف بن عقبة (2).
ادرك النعمان بن بشير -رضي الله عنه - النهاية السيئة التي سيؤول إليها
امر اهل المدينة، فحاول ان يصرف يزيد عن مسلم بن عقبة، وطلب القيادة
لنفسه، لعله إن وصل إلى المدينة بهذا الجيش اللجب يستطيع ان يقنع
المقاتلين فيها بالعدول عن رايهم، وإظهار الطاعة للخليفة الذي بايعوه.
ولكن الخليفة كان غاضبا لما فعله اهل المدينة ببني امية، وزادته
رسالتهم غيظا على غيظه كما كان يشعر بعطف النعمان على اهل المدينة،
لهذا رفض طلب النعمان، وقال في حدة وغضب: لا، ليس لهم إلا هذا
الغشمة، والله لأقتلنهم بعد إحساني إليهم، وعفوي عنهم مرة بعد مرة.
وازداد شعور النعمان بما سيحل بالمدينة واهلها من الدمار والخراب
فقال: يا امير المؤمنين انشدك الله في عشيرتك وانصار رسول الله -! يخيد-.
وقال عبد الله بن جعفر: ارايت إن رجعوا إلى طاعتك ايقبل منهم؟
قال يزيد: إن فعلوا فلا باس عليهم (3).
يزيد يوصي مسلم بن عقبة:
استعد الجيش لمغادرة الشام، ووقف يزيد في وداعه، وكان قد بلغه ان عبد اللّه
ابن الزبير في مكة يقول في خطبته: يزيد القرود، شارب الخمور، تارك الصلوات،
منعكف على القينات، فعندما راى يزيد الجيش تذكر مقالة ابن الزبير فأنشد:
__________
(1) البداية والنهاية (218/ 8).
(2) البداية والنهاية (218/ 8).
(3) البداية والنهاية (218/ 8).
233

الصفحة 233