كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

ابلغ أبا بكر إذا الجيش سرى ... واشرف الجيش على وادي القرى
أجمع سكران من القوم ترى ... يا عجبا من ملحد في ام القرى
مخادع للدين يقضي بالفرى
وابن الزبير كان يكنى ابا بكر.
وكان يزيد تذكر شفاعة النعمان بن بشير في انصار رسول الله -! -
وتذكر كذلك شفاعة عبدالله بن جعفر، وما وعده به من قبول التوبة منهم،
وعدم مؤاخذتهم بما كان منهم. فقال لمسلم: ادع القوم ثلاثا، فإن هم
اجابوك وإلا فقاتلهم، فإذأ اظهرت عليهم فأبحها ثلاثا، فما فيها من مال
اورقة -يعني الدراهم - او سلاح او طعام فهو للجند، فإذا مضت الثلاث
فاكفف عنهم، وانظر علي بن الحسين فاكفف عنه، واستوص به خيرأ، وأدن
مجلسه، فإنه لم يدخل في شيء مما دخلوا فيه (1).
يقول ابن كثير: وقال له: إن حدث بك أمر فعلى الناس حصين بن نمير
السكوني (2).
وبلغ اهل المدينة إقبال مسلم بالجيش، وقربه من المدينة، فعندئذ
شددوا الحصار على بني امية المجتمعين في دار مروان بن الحكم، وقالوا:
والله لا نكف عنكم حتى نستنزلكم ونضرب أعناقكم، او تعطونا عهد الله
وميثاقه لا تبغونا غائلة، ولا تدلوا لنا على عورة، ولا تظاهروا علينا عدوا،
فنكف عنكم ونخرجكم عنا، فاعطوهم عهد الله، فاخرجوهم من المدينة (3).
وكان الرسول الذي بعثوه إلى الشام قد عاد إليهم فاخبرهم بما أعد
يزيد، وما عزم عليه، فحمدوا الله -عز وجل - (4).
__________
(1) تاريخ الطبري (5/ 484).
(2) البداية والنهاية (8/ 219).
(3) تاريخ الطبري (5/ 419).
(4) تاريخ الطبري (5/ 484).
234

الصفحة 234