كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

بنو أمية يلتقون بجيش مسلم:
التقى بنو أمية في وادي القرى بجيش مسلم بن عقبة، واخذ مسلم
يسالهم عن الأخبار، ولا يخبره احد لما اخذ عليهم من عهد الله وميثاقه،
وتقدم عبد الملك بن مروان وقال لمسلم: إن كنت تريد النصر فانزل شرقي
المدينة في الحرة، فإذا خرجوا إليك كانت الشمس في اقفيتكم وفي
وجوههم، فادعهم إلى الطاعة، فإن اجابوك، دمالا فاستعن بالله وقاتلهم، فإن
الله ناصرك عليهم إذ خالفوا الإمام، وخرجوا عن الطاعة (1).
فشكر له مسلم بن عقبة على نصيحته، وامتثل ما أشار به.
مسلم يهاجم المدينة:
نزل مسلم بجيشه في الحرة الشرقية، وكان اهل المدينة قد اجتهدوا في
تحصينها، وأحيوا خندق رسول الله -لمجيك - وزادوا عليه خنادق اخرى في
الجهات المكشوفة، وقسموا جيشهم اربعة أرباع، على كل ربع أمير.
وكان على الربع الأول عبد الله بن حنظلة الغسيل، وعلى الثاني عبد الله
ابن مطيع، وعلى الثالث ابن هريرة في الموالي، وعلى الرابع ابن ربيعة (2)،
وقيل على الربع الثالث عبدالرحمن بن زهير بن عبد عوف، وعلى الرابع
معقل بن سنان (3).
ولما علم قواد الجيوش بخيانة بني حارثة، وفتحهم الطريق لجيش
مسلم بن عقبة، أقبلوا من جهات المدينة المختلفة، واجتمعوا جميعا في
مواجهة أهل الشام (4).
__________
(1) البداية والنهاية (8/ 219).
(2) وفاء الوفاء (1/ 0 13).
(3) تاريخ الطبري (487/ 5).
(4) وفاء الوفا (1/ 0 13).
235

الصفحة 235