ووجد نفسه في حل من سلبها ونهبها، غير أن النفس لا تطمئن إلى ما روي
من استحلال الأعراض واستباحة الفروج، لأنه لا يوجد من يستحل ذلك إلا
ان يكون كافرا مكابرا، وتميل نفسي إلى ان هذه المقولة مما زيفته اقلام اعداء
بني أمية، ويؤيد ذلك ما يأتي:
1 - إن كبار المؤرخين لم يذكروا ذلك، فالطبري يقول: واباح مسلم
المدينة ثلاثا؛ يقتلون الناس، ويأخذون الأموال، فافزع ذلك من كان بها من
الصحابة (1).
والطبراني يكتفي بقوله: فدخل مسلم المدينة، وهرب منه يومئذ بقايا
أصحاب رسول الله -ع! ي! - وعاث فيها، واسرف في القتل، ثم خرج منها (2).
والقرطبي يقول: ووجه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة المري في جيش
عظيم من اهل الشام فنزل المدينة، فقاتل أهلها، فهزمهم، وقتلهم بحرة
المدينة قتلا ذريعا، واستباج المدينة ثلاثا، .... ثم يقول: فقتل بقايا
المهاجرين والأنصار ونجيار التابعين (3).
والإمام ابن حزم الذي روى ان الخيل دخلت المسجد النبوي وبالت فيه
وراثت بين القبر الشريف والمنبر لم يذكر انهم استباحوا الفروج (4).
وابن الجوزي الذي روى عن المدايني عن هشام بن حسان قال: ولدت
بعد الحرة الف امراة من غير زوج، يقول في رواية اخرى عن المدايني:
واباج مسلم المدينة ثلاثا، يقتلون الناس، ويأخذون الأموال، ورفعوا على
النساء (5). ولم يذكرا استباحة الفروج.
والواقدي يروي قصة الحرة دون ان يذكر استباحة الفروج بالرغم من انه
__________
(1) تاريخ الطبري (5/ 491).
(2) وفاء الوفا (1/ 6 2 1).
(3) وفاء الوفا (1/ 6 2 1).
(4) وفاء الوفا (1/ 6 2 1).
(5) نفسه (1/ 9 2 1).
242