كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

مقالتك لأمير المؤمنين: سرت شهرا، ورجعت شهرا، وأصبحت صفرا، اللهم
غير، -تعني يزيد- فقدمه فضرب عنقه (1).
عدد القتلى يوم الحرة:
تعددت أقوال المؤرخين في عدد القتلى في معركة الحرة، ورايت ا ن
اجمعها، وأدقها ما ذكره القرطبي -رحمه الله - وذلك لأنه ذكر ما لم يذكره
غيره، ودعم كلامه بالأرقام التي لم تتوفر لغيره، فقال: كانت الوقعة بموضع
يعرف بواقم على ميل من مسجد النبي -لمجير- فقتل بقايا المهاجرين والأنصار
وخيار التابعين، وهم ألف وسبعماية، وقتل من أخلاط الناس عشرة الاف
سوى النساء والصبيان، وقتل بها من حملة القرآن سبعمائة رجل ومن قريش
سبعة وتسعون قتلوا ظلما في الحرب صبرالم 2).
وواقم هذه هي الحرة الشرقية، وكانت المعركة بالقرب من مكان يعرف
إلى اليوم بالعريض، وهي نفسها حرة زهرة التي أشار إليها الرسول -لمجير- في
سفره الذي سبقت الإشارة إليه وقال: يقتل في هذه الحرة خيار أمتي بعد
اصحابي.
مسلم يدعو لبيعة يزيد:
انتهت المعركة، وقتل من قتل من الصحابة وكبار التابعين، وبقي من
بقي ممن لم يشتركوا في المعركة، أو ناوا عن أماكن القتال، وانفرد مسلم بن
عقبة بالسيطرة على المدينة، يدبر امورها، ويوجه سياستها، وكان عليه أ ن
يتمم هدف الحملة باخذ البيعة من أهل المدينة لأمير المؤمنين يزيدبن
معاوية.
بعث مسلم بن عقبة إلى من بقي من اهل المدينة ليبايعوا ليزيد، وكان
__________
(1) تاريخ الطبري (5/ 492).
(2) وفاء الوفا (1/ 6 2 1).
247

الصفحة 247