ذلك بقباء فحضر جماعة ممن كانوا بالمدينة منهم يزيد بن عبدالله بن زمعة
ابن الأسود القرشي، ومحمد بن ابي الجهم بن حذيفة العدوي القرشي، ومعقل
ابن سنان الأشجعي وسعيد بن المسيب وغيرهم.
قال مسلم ليزيد بن عبد الله ومحمد بن ابي الجهم: بايعا.
فقالا: نبايع على كتاب الله وسنة نبيه.
فقال: لا والله لا أقيلكم هذا ابدا، فقدمهما فضرب اعناقهما.
فقال مروان بن الحكم: سبحان الله ا أتقتل رجلين من قريش اتيا ليؤمنا
فضربت اعناقهما؟ فنخس بالقضيب في خاصرته، ثم قال: وأنت والله لو قلت
بمقالتهما ما رايت السماء إلا برقة (1).
ونظر مسلم إلى معقل بن سنان -وكان معقل صديقا لمسلم - فقال
مسلم: مرحبا بابي محمدا أراك عطشان! قال: اجل.
قال: شوبوا له عسلا بالثلج الذي حملتموه معنا، فشابوه له، فلما شرب
معقل قال لمسلم: سقاك الله من شراب الجنة.
فقال له مسلما أما والله لا تشرب بعدها شرابا ابدا حتى تشرب من
شراب الحميم، فاسترحمه معقل، وناشده الله والرحم، ولكن مسلما أمر به
فقتل (2). وقال مسلم لسعيد بن المسيب! بايع.
فقال: أبايع على سيرة أبي بكر وعمر، فأمر بضرب عنقه، فشهد رجل
انه مجنون فخلى سبيله (3).
وجيء بزيد بن وهب بن زمعة، فقال له مسلم: بايع.
فقال: ابايع على سنة عمر.
قال: اقتلوه، فقال زيد: انا ابايع، فقال مسلم: لا والله لا أقيلك
__________
(1) تاريخ الطبري (5/ 492).
(2) نفسه (5/ 493).
(3) البداية والنهاية (8/ 221).
248