كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

عثرتك. فكلمه مروان - لصهر كان بينهما- فامر بمروان فوجئت عنقه، ثم
قال!: بايعوا على انكم خول! -يعني خدم وعبيد- ليزيد بن معاوية، ثم امر به
فقتل (1).
وهكذا اسرف مسلم في قتل اهل المدينة، دون ذنب ولا جريرة،
وادخل الرعب إلى القلوب حتى ذلت النفوس، وطاطات الرووس، واذعن
الناس لما طلب منهم من البيعة ليزيد على انهم عبيد له، يحكم في اموالهم
ودمائهم واهليهم ما شاء (2).
لم يرض مسلم من اهل المدينة بديلا إلا ان يبايعوا على انهم عبيد
ليزيد، ومن اراد غير ذلك، او تردد فيما طلب منه، أو تلكا امر بضرب عنقه
على الفور.
وأحضروا علي بن عبد الله بن عباس ليبايع، فخاف الحصين بن نمير ا ن
يقتله مسلم كما قتل غيره، فحث اهل اليمن في الجيش على حمايته، وهم
اخوال علي، فقال الحصين: يا معشر اليمن، عليكم ابن اختكم.
فقام معه اربعة الاف رجل، فقال لهم مسلم: اخلعتم ايديكم من
الطاعة؟ فقالوا: أما فيه فنعم، فبايعه مسلم على انه ابن عم يزيد (3).
واسر مسلم بعض اهل المدينة، وحبسهم ثلاثة أيام لم يذوقوا طعاما،
وجاءته امرأة فقالت: أنا مولاتك، وابني في الأسارى، فقال مسلم: عجلوه
لها، فضربت عنقه.
وقال: اعطوها راسه، اما ترضين الا تقتلي حتى تكلمي في ابنك (4)؟!
__________
(1) البداية والنهاية (493/ 5).
(2) نفسه (8/ 222).
(3) وفاء الوفا (1/ 132).
(4) نفسه (1/ 131).
249

الصفحة 249