مروان بن الحكم، وذلك حين حاصر اهل المدينة بني امية، فاوى عليئ امرأة
مروان وثقله، فلما ارادت الخروح إلى الطائف ارسل عليئ معها ابنه عبد الله،
فكانت هذه يد لعلي عند مروان، شكرها له.
واراد مروان أن يرد هذا الجميل لعلي بن الحسين، فدعاه، وجعله بينه
وبين ابنه عبد الملك واقبل به على مسلم، فجلسا وجلس عليئ بينهما، وطلب
مروان شرابا ليستأمن به عند مسلم، فاحضروا له الشراب، فشرب مروان
قليلا، ثم ناوله لعلي بن الحسين.
وأخذ علي القدح، وهم ان يشرب، فقال له مسلم: لا تشرب من
شرابنا، فارعدت كف علي، وخاف ان يغدر به مسلم، ويبست يده على
القدح فلم يشرب منه، ولم يضعه.
وهنا قال مسلم: إنما جئت تمشي بين هؤلاء لتامن عندي، والله لو كان
هذا الأمر إليهما لقتلتك، ولكن امير المؤمنين أوصاني بك، واخبرني أنك
كاتبته، فذلك نافعك عندي (1).
ثم قال: فإن شئت فاشرب شرابك الذي في يدك، وإن شئت دعونا
بغيره.
فقال: هذه التي في كفي اريد.
قال: اشربها (2).
يقول ابن كثير -رحمه الله -: ثم قال له مسلم بن عقبة: قم إلى ههنا
فاجلس، فاجلسه معه على السرير، وقال له: إن امير المؤمنين اوصاني بك،
هان هؤلاء شغلوني عنك.
ثم قال له: لعل أهلك فزعوا؟
__________
(1) تاريخ الطبري (493/ 5).
(2) تاريخ الطبري (5/ 493).
252