كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

مسلم يغادر المدينة:
أتم مسلم مهمته الصعبة في مدينة رسول الله -ع! ع! م - وعبد أهلها ليزيد ثم
غادرها يريد مكة المكرمة لينازل عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه - كما أمره
يزيد بن معاوية. ففي أول محرم سنة 64 هـ=683 م استخلف مسلم على
المدينة روح بن زنباع، وسار نحو مكة فمات في الطريق.
قال القرطبي: اهلكه الله منصرفه عن المدينة، ابتلاه الله بالماء الأصفر
في بطنه، فمات بقديد بعد الوقعة بثلاث ليال (1).
وسار بالجيش حتى بلغ ثنية هرشا، وهناك أحس بالموت فقال: إن ابني
يزعم ان ام ولدي سقتني السم، وهو كاذب، هذا داء يصيبنا في بطوننا اهل
البيت (2).
ويرى الطبري أن مسلما مات في آخر المحرم سنة 64 هـ- 683 م، وذلك
يعني انه مات بعد معركة الحرة بشهر تقريبا.
ويروي المدايني عن ذكوان مولى مروان قال: شرب مسلم بن عقبة دواء
بعدما أنهب المدينة، ودعا بالغداء، فقال له الطبيب: لا تعجل، فإني أخاف
عليك إن اكلت قبل ان تكمل الدواء.
قال: ويحك ا إنما كنت احب البقاء حتى اشفي نفسي من قتلة عثمان،
فقد أدركت ما أردت، فليس شيء احب إلي من الموت على طهارتي، فإني
لا أشك أن الله قد طهرني من ذنوبي بقتل هؤلاء الأرجاس (3).
تم اوصى بأن تكون مزرعته التي بحوارن صدقة على قومه مرة، ثم
قال: وما أغلقت عليه فلانة بابها فهو لها -يريد ام ولده (4) -.
__________
(1) وفاء الوفا (1/ 6 3 1).
(2) تاريخ الطبري (497/ 5).
(3) وفاء الوفا (1/ 133).
(4) تاريخ الطبري (497/ 5).
254

الصفحة 254